المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

أُغنيةُ الغَريبِ / صالح أحمد (كناعنة)

L’image contient peut-être : 1 personne

أُغنيةُ الغَريبِ 
نثرية من ديواني (مدن المواجع) 
///
كَم عِشتُ أُحسِنُ التَّمَنّي، والهروبَ إلى مَساحاتِ الأمل.
وانتَفضتُ؛ حينَ رَأيتُ الحربَةَ تَستَهدِفُ حُلُمي.
وحينَ اقتَنَعتُ بأنَّ المدى؛ أوسَعُ ممّا قَد يُدرِكُهُ وَهمي وَظَنّي،
أو أن يَسكُنَ لحمي وجِلدي، وَزُرقَةَ عَيني.
**
مِن أينَ كانَ يأتيني كُلُّ هذا الإقتِدارِ عَلى التّشَتُّتِ؟
قَبلَ أن أتنَبّهَ إلى أَنّني ما زِلتُ رَهنَ الأنا الممتَدِّ مِن وَجعي...
إلى جَزَعي.. أدورُ في حُدودِ الآه...
لأُدرِكَ أنَّ الأمنِيَةَ تَموتُ، إن لَم تَجِدْ مَن قَد يموتُ لأَجلِها .
**
كَم عِشتُ أرتَكِبُ انتظارًا لحلمٍ كُنتُهُ، وَلَم يَكُنّي!
وكُلُّ ما أَملِكُ جِسرًا مِن أَنايَ، إلى هَوايَ، عَلى رُؤاكَ..
فأينَ أنتَ؟
***
كَم عِشتُ أَعشَقُ ظِلّكَ الممتَدِّ مِن ظِلّي، والأنا بَيني وَبينك
شَتّانَ بينَ أن أتَمَنّاكَ أخًا، وَبينَ أن تَكونَه.
كُنّي؛ لأَنسى أنّني مَن عاشَ مَشغولاً بِتَقديرِ المدى...
والرَّهبَةُ بابي.
آنَ للكَلِماتِ أن تُصبِحَ أفقًا؛
بَعدَما صارَ لِظلِ أَصابِعي فَوقَ كَفَّيكَ فَلكٌ.
شَتّانَ بَينَ أن أَكونَ أخاكَ؛ أو أبقى مُجَرَّدَ أُمنِيَةً.
**
كَم عِشتُ أبحَثُ عَن مَعنًى لِتَجلِّياتِ الوَجدِ في قلبٍ؛ ظَلَّ يَختَزِنُ الرّؤى،
خَلفَ الرُّؤى طَيفٌ؛ وسِرٌّ يَغرُبُ في مَعاريجِ الأبدِ.
تُرى، ألى أيِّ حَدٍّ تمتَدُّ جُذورُ انتِمائي إليكَ ؟
وأنتَ ازدِحامُ الفَواصِلِ ؛
أنتَ اختِلافُ العِبَرِ.
وأقولُ: حِرتُ بسرّ الرّؤى ؛
وتُصِرُّ: أنَكَ واضحُ البَوحِ !
***
شَتّانَ بينَ أن أتمنّاكَ على الدّربِ نورًا؛ وبينَ أن أراني فيكَ.
تُرى؛ أيَكفي أن أستَشعِرَ ظِلَّكَ، ورائِحَةً مِن وِدادٍ قديمٍ ..
لأشهَدَ أنّكَ تَنبُتُ دِفئًا وراءَ الضُّلوعِ ؟
**
كَم عِشتُ أبحثُ عن هواءٍ في المدينَةِ ؛
وهي تَذوي في خَوائِها اليَومي .
وكَمِ اعتَصَمتُ مِن دَمي بِدَمي، لأَراكَ !
وكانَت الخطواتُ تُعلِنُ زَحفَها اليَومِيِّ في جَسَدي..
ومَدينَتي تَقبَعُ خُلوًا مِن أصابِعِها..
واللَّيلُ يَعزِفُ حيرَتي صَمتًا، أنينًا بارِدًا، يُتلى...
وتَصدَأُ في المدى الأَسفارُ .
**
قَومي؛ ليسَ أمامَهُم برٌّ،
ولَيسَ وراءَهُم بحرٌ..
جاؤوا يَقتَسمونَ الضُّحى ضَجَرًا،
وأنا صَلَبتُ على الأوتارِ أغنِيَةَ الغَريبِ ...
أنا الغَريبُ !
**
مُدّيني يا مدينةَ الظِّلالِ بإصبعٍ لأعزِفَ ، وَوَترٍ..
شتّانَ بينَ أن أَتَمَنّاكَ سَكينَةً لِقَلبي، وبينَ أن أستَكينَ لَديكَ.
كَم عِشتُ أحلُمُ أن تَصيرَ رِمالُ صَحرائي زُهورًا ...
تَنشُرُ حَولي ظِلاً أنيسًا ؛
رائحَةً مِن وِدادٍ قَديمٍ ؛
يُنبِتُ لي إصبعًا فَوقَ جُرحي، فَأنسى الغُروبَ!
**
لم تَعشَقِ الصَّحراءُ غيرَ الشَّمسِ، والريحِ الغَضوبِ،
فَكَيفَ تَحبَلُ بالسَّكينَةِ ؟
وتَظَلُّ تَسأَلُني الرِّياحُ :
تُرى؛ تَكونُ سَكينَةٌ؛ أو لا تَكونُ ؟!!!
::::::: صالح أحمد (كناعنة) ::::::
:

بعضي يهزمني بقلم الشاعر *سيليا بن مالك* / الجزائر




بعضي يهزمني
************
غورت الحيرة لهثة عن قلب معين
في كؤوس الانتظار
الممتلئة احتراقا
يسقي اللحظة شربة أمل لئلا تحتضر
عبثا كان السعي والنداء...!
توسلت للوقت حين ارتعش
بين رحى عقارب الفراق
ألا يضيع بعضي في استجداء المطر
من غيمة عجفاء
والا يقتل التردد ـ أملاـ حالة القرار
فكان التمرد و النفر
وكان الفرار لمتاهات روحك
المطبقة على صمت عبوس
يٌفقد النطق الشفاه...!
وأنا الكبرياء تقضم اظاافر الغيض
تلوك حشرجة البهتان
في غريزة العشق المستكين
تتحسر على نصفي المتسول فيك
على أرصفة النبض
المصطلي على قبس من ذكرى
في لجة عتابي
و نافذة الروح تظهر الم ابتسامة
تذرف الدمع قهقهات
ينوح بها الصدى...!
فتكسر الصرخة تقاسيم الفرح الزائف
كأن بعضي يراهن على هزيمة بعضي
وبعضي يتحدى حطب الغواية يحرقه استغفار
يصلب ما تبقى مني فيك
ليصبح يقين اختيار البعد......اجبار
*سيليا بن مالك*