المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

السبت، 26 أغسطس 2017

هي أنثى بقلم الشاعرة وفا ديب /سوريا/

هي أنثى 
ذبلت قبل أن تنضج
لم تعرف طفولتها سوى مواسم القطاف
صلبوها باسم الزواج 
وها هي تقف بين ضفتي الصراع 
على حافة وادي سحيق وقفة المؤبن
تجلس على أفاريز الحيرة
تنام في سرير الموت كل ليله
بصمت
...........بخوف
تداري جسداً يسممه قبح شهوة
رجل يبحث عن صرخة مبتورة
يمتص نداها باسم الرجولة
حانقة
وكل كيانها يئن احتجاجاً
......عاتبه
على عمرٍ لا يسأل الليل
عمّا طوى في ظلماته من أنين
............يائسة
مثقله بظلال الموت مجروحة الأهداب
قلبها المسكون بالآهات
لو أحبت وخرجت قليلا عن المألوف
نقول عنها عاهرة
وننسى ان كل عاهرة كانت يوماً طفلة بريئة
ونحن من خنق وقتل طفولتها
وصنع منها ماهي عليه
الى متى سنبقى
محنّطون غارقون في توابيت الزمنْ
نبيع بناتنا باسم الزواج
خوفاً من شيء مجهول
هي أنثى.......................
لاجريمة لها سوى انها من هذا
الشرق
يراودني سؤال لا اجابة له
من هو الظالم
.................ومن هو المظلوم,؟


وفا ديب