المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

الجمعة، 6 يوليو 2018

مبارك عليك الفراق /بقلم الشاعرة سلمى إبراهيم /الجزائر

L’image contient peut-être : 1 personne, sourit, fleur

مبارك عليك الفراق

لطالما نَصَبْتُ لك المكائد
لتقع في شَرَك الفراق
و تبقى نجمة نائية عني
تراقبني كل مساء
ولطالما نصبتُ المكائد لقلبي 
وعلمته كيف يضع الثلج فوق الجرحِ
ويقلم ذكرياتنا دون أن يَجرح شراييني ....
يبكي بكلمة واحدة ......
تسكتُ سواقي الندم في فؤادي
الفراق قدرنا
...مبارك عليك الفراق
لاجئيْن صرنا إلى المجهول
ولم يتبقَ منا إلا دمعة قلقة
ترتجفُ خلف الأبوابِ المغلقة
تأبى السقوط من أعلى العشق
إلى رحم أرواحنا المتعبة
قد جفت الأماني
.......عد لنفسك
لا ظل لك اليوم إلا رفات حلم
منثور على مدى الضياع
فإذا ما آتاك صوتي يوما
زاحفا على كبريائه
يناديك ينزف ألما
أغلق بوابة المساء في وجهه
وارخ جفنك مستسلما للنسيان
لن يتنفسك البحر حبًا بعد الان
فاقرأ أمامه ما تيسر من وجع
وامضِ بسلام
سلمى ابراهيم

أبتي.. يا أبتي..! /بقلم الشاعرة ميساء زيدان /سوريا


أبتي.. يا أبتي..!

يا أبتي..
الى أينَ نمضي
وترفضُ رفضي
وتمسكُ كفّي، عصاً في الطريقْ
كأنّ الجراحاتِ بحرٌ يفورُ
وكلُ شهيدٍ،
نشيدُ الغريقْ
الى أينَ.. ؟ يا أبتي..
والجهاتُ صدىً أو.. حريقْ
كلُ الجهاتِ ارتحالٌ وغربةْ
فمالي حبيبٌ، وما عندي صُحبةْ
أنتَ تُخبّىءُ صوتاً كشوكٍ
يُدمي الهوى والسكونْ
سيصمتُ هذا الندى والجنونْ
تظلّ الرياحُ سؤالاً
يقوّضُ ليلَ المدينة
يهزّ المهادَ، سريرَ السكينة
الى أينَ نمضي..؟
وقد أكلوا – أخوتي- ما جنيتَ
وما قدْ حصدتَ
إلا .. أنا..
فما في جرابي إلاّ فُتاتُ حياءْ
وخبزُ خجلْ
لقدْ أكلوا ما زرعتَ
وأبقوني في الجُبّ، ليلَ الهزيمة
وغيمَ الضياعِ، لصوصَ الغنيمة
أبتي..!
الى أينَ نمضي..؟
وقدْ تركوني لذئبٍ
أعدّ أواني الوليمة
وكأساً ونارا
وظلاً وغارا
لقدْ باعني الأخوةُ ، لمّا أحسّوا بجوع
بليلِ الخنوعْ
وحين أتاهم بليلِ الرذيلةْ
بثوبِ الفضيحة
ظلالٌ لذئب
ولفّوا عليّ حبالُ الخديعة
وجاؤا على كل جزءٍ بجسمي
دماً كاذبا
وكانَ قميصي لهم صاحبا
فمن أينَ أنجو..؟
وكيفَ سأحملُ حرفاً لأسمِكْ
وما عادني شفةٌ أو لسانْ
وما شفّني موسمُ الزعفرانْ
فدعني وشأني
أداوي جراحي، وأحملُ حرفي
فإنّ القصيدَ همو أخوتي
وحرفي لساني، وفي دفتري
سأكتبُ إنّي بقايا الحياءْ
وإنّي الضحيّة
وإنّ جراحي رمزُ الهويّة
وإنّي القضيّة.. وإنّي القضيّة..!!!!

قيثاري مِن هذا الفِردوسِ/شعر: صالح أحمد (كناعنه)/فلسطين


قيثاري مِن هذا الفِردوسِ

شعر: صالح أحمد (كناعنه)
///
وتَلبسُني ثِيابُ الغُربَةِ المُرّة
وتَنساني على هامِ المَدى غُرَّة
أعودُ إلى حَنينِ الفَجرِ للصّمتِ
إلى بَيتي..
وبَيتي لم يَزَل أنتِ..
وصارَ الفَتحُ فردوسًا من الموتِ
وعادَ اللّحنُ من قيثارتي... لُغَتي..
أمدّ الحرفَ للعَطشى،
أضمّدُ جُرحَ أمنِيَةٍ،
تغَشّاها ربيعُ الموتِ...
ضَجّت غابَةُ السّأمِ
كأنّي مَن نجا للتوِّ من دوامة العَدَمِ
أمُدُّ يدًا إلى وَجَعي،
وأخرى تَتّقي صَمتي
فَيَحضِنُني سكونٌ لونُهُ أنتِ.
وخارجَ لوحَةِ الأعذارِ...
يقتُلُني
جنونُ الطّقسِ يجهَلُ حاجَتي للمَوتِ؛
حتى تَنتَشي أنتِ.
ويعبُرُ طائِرٌ يَمضي لِقلبِ الشّمسِ..
يَقطِفُ قُبلَةً أخرى لِلونِ جُنونِهِ الأول..
ويمضي للغَدِ المَنذورِ للشّهقاتِ...
تخرجُ مِن تَجاعيدِ الظّنونِ سَحابَةً حُبلى...
وعُمرُ جَنينِها أنتِ.
وألمَحُ وردَةَ الأشواقِ
تَحضِنُ رَعشَةَ البُرعُم..
هنا أفهَم...
لماذا عاشَ سرُّ اليقظَةِ المبهَم؟
لماذا ترتَدي الآفاقُ لونَ غَرامِنا الأعظَم؟
لماذا حِضنُ أطفالِ السّنونو لم يَزَل يُعدَم؟
لماذا حينَ للصّحراءِ أرسَلتُ الصّدى الأبكم؟
هُنالِكَ لم أجِدْ في الرّيحِ إنسانًا يُحاوِرُني
وحتى صاحِبي في العُشِّ لم يَفهَم...
بأنَّ جَنينَ أشواقي..
ولونَ محارَتي أنتِ
وحينَ تَوَهَّمَ الخفّاشُ لونَ فضائِنا الخاوي
وكانَ يراكِ في مرآتِه الصمّاءِ أسطورَة
تَشَظّى الصّمتُ، والألوانُ غيضَ بريقُها الذّاوي
وذاتُ الطّعنةِ النّجلاءِ صارت للمدى صورَة
تَكَدّسَ في الفراغِ فراغُ عمرٍ للسّدى آوي
يرشُّ سذاجَةَ الأسماءِ فالأصواتُ منذورة
ليشرِقَ صوتُ هذا الشّرقِ ...
- كُن
- فكُنتُ..
وكانت صرخَتي أنتِ
::::: صالح أحمد (كناعنه) ::::
: