المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

الأحد، 4 يونيو 2017

زهرة الصباح بقلم الشاعر *سمير الخاف*


L’image contient peut-être : 1 personne

زهرة الصباح

يا وردةً فاحتْ والصُبحُ حيَّاها
 ندَّت على مهلٍ والدهرُ أشقاها

في دمعةٍ حيرى تشكو بلا وجلٍ
 من جهلِ نعسانٍ ما عادَ يهواها

تروي الثرى رياً في دمعِها الصَّبِّ
 من غدرِ خِلانٍ ساموا مُحياها

يا زهرةً تصبو للعِشقِ والحُبِّ
 الطفلُ لا يحبو للأمِّ ناداها

ترعاهُ في سُهدٍ لو كانَ في كربٍ
 حتَّى إذا شّبَّ يهفو للقياها

لوذي إلى نخلٍ منضودُ بالرطبِ
 يغنيكِ من جوعٍ في طلعِهِ باهى

فالعمرُ يا عمري مسروقُ من دهرِ
في لحظةٍ يمضي لو حادَ أشقاها

دُنيا لنا كانت تقتاتُ بالحُبِّ
 صارت كما الضَّبُ المقشورُ يخشاها

لا تشتكي خِلاً قد تاهَ في الدربِ
 صارَ الوفا ظِلاً في السِّرِ يغشاها

قولي متى نلقى دهراً بلا وِرْقا
 فالمالُ قد أشقى مَن كانَ يهواها

يا طفلةً تبكي نهداً على (الأسكي)
 ما كنتُ من يَحكي أسرار من تاها

لا تتركي المرعى فالكلُّ مَن يسعى
 للنيلِ مِن أُنثى بالحُبِ أغواها

للحُبِ أحكامٌ للإلِّ لا تَرعى
 والكرهُ إجرامٌ الثأرُ باراها

قد جابها قبلاً أجدادُ فِرناسٍ
 هذي هيَ الدُنيا تهواهُ يهواها

هيَّا بنا هيَّا نروي الحَلا ضَيا
 نمضي بها غيا نسقي مُحياها

فالحُبُ يا قلبي مخلوقُ من ربّي
 نهوى بلا لُبٍ والروحُ أحياها

عودي كما الأنثى أطيافكِ النُعمى
 ما عادت الدُنيا تهدي لنا جاها

فالجاهُ مرصودٌ لا يهوى أشقاها
 والعمرُ محصودٌ في الطولِ مَن باهى
نأتي على حبوٍ في المهدِ نخشاها
 نغفو على قُبَلٍ والجهلُ أعشاها

قالت ليا أنسى ما قلتُ أهواها
 عيني بها رمدٌ قد جئتُ أرعاها

0 التعليقات: