المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

الأحد، 5 أغسطس 2018

منفى الروح بقلم فارس بن جدو

L’image contient peut-être : 1 personne, sourit, arbre et plein air

منفى الروح 

يحنُّ إلى منفى العيونِ أميرُها
كَراحلةٍ تغدو و يغدو سفيرُها
فكلُّ مرايا العينِ بالبوح تهتدي
و تعكسُ منفى الروح ثمَّ تُديرُها
و تبصرُ تلكَ الروحُ أبوابَ صمتِها
على بعد مقدارٍ من الشؤمِ عِيرُهَا
فلا هِــيَ تُبـــدي للرَّواحِ أنينَها
و ليسَ لها في الذكرياتِ أسيرُها
تلاقتْ على مرِّ الزمانِ بحتْفِها
فأيقظها بينَ الحشـــودِ نذيرُها
و يوماً على الشُّبَّاكِ من وحْيِ آنَةٍ
أطلَّتْ فما ردَّ الجوابَ هدِيرُها
فليسَ لـــها بدٌّ من َ اللوم ِ تارةً
و لكنَّ أشواقَ المناصِ تضيرُها
هوائيةُ الأســــماءِ ناريَّةُ الهوى
إلى مثلها قـام الوجودُ ينيرُها
فلولا منافي الروحِ و الروحُ طفلةٌ
لأدركَ مرآةَ الحُبورِ مصــــيرُها
و لكنَّ غضبى قدْ تعوَّدَها المسا
على حـافةِ الجُدران نامَ قريرُها
إذا ماجَتِ الذكـرى و دبَّ دبيبُها
فإنَّ طــــيوفاً لا تزالُ تثيرُها
و في الجبِّ أصداءٌ لروحٍ سجينةٍ
يطاوعُها تحتَ الأديــمِ نَفِيرُها
تقولُ إذا جنَّ الظـــلامُ : تحيَّتي
لسيَّارةٍ تخْبو ،فمـــــن ذا يُجيرُها
و يحملُهَا طيفٌ إلـــى غيرِ رجعةٍ
كأنَّ سَدُوماً قدْ أتاها صَفِيـرُها
فَرُجَّتْ و سارتْ نحوَ مهْدِ طفولةٍ
و أدرَكَها في الحادثاتِ عسيرُها
على كوكبٍ صلَّتْ و طالَ سُجودُها
فقاومَ أورادَ السجودِ مسـيرُها
أيا قاضياً أنصفتَ في نفْيِ منْ هوى
فبعضُ الهوى للذكرياتِ يمِيرُها
متى أدمنَ المنفيُّ نكرانَ أمسِهِ
تقمَّص وجـــدانَ الحياةِ صغيرها
و لولا هوى الأجدادِ في كلِّ وجهةٍ
لما قام في في عليا تميمٍ جريرُها
بن جدو فارس / الطويل

0 التعليقات: