قراءة في رواية - الكاتبة: ديمة داوودي- بقلم هيفاء حموده
((الروح الثامنة.. ما بعد موت ما قبل حياة))
**أعرف...
لن يتوقفَ الفرح عند حزني،
وأعرف أيضاً...أنّه
سيبحر بحزن كل القلوب نحو شواطئ الفرح..
سأترك حزني ورائي وأمضي مع رياح الأمل
يحملني جناح موجة تحلم بالحب والحياة والسلام ...
هيفا...
لن يتوقفَ الفرح عند حزني،
وأعرف أيضاً...أنّه
سيبحر بحزن كل القلوب نحو شواطئ الفرح..
سأترك حزني ورائي وأمضي مع رياح الأمل
يحملني جناح موجة تحلم بالحب والحياة والسلام ...
هيفا...
*شاهدة .. وقطرات ندى*
*ذات سرد..
ذات أناقة لغوية.. وأنفاس شاعرية،
(الروح الثامنة .. ما بعد موت ما قبل حياة)
العنوان، عتبة أولى لها دلالاتها المعبرة، أراه يفيض بالمعاني والرؤى، و يختصر رحلة الرواية وقسوة ما دار فيها من أحداث..ولو أننا وقفنا عنده، لاحتجنا إلى دراسة كاملة، لما فيه من أبعاد زمنية ومكانية ولما له من دلالات واسعة وعميقة ..
*ذات سرد..
ذات أناقة لغوية.. وأنفاس شاعرية،
(الروح الثامنة .. ما بعد موت ما قبل حياة)
العنوان، عتبة أولى لها دلالاتها المعبرة، أراه يفيض بالمعاني والرؤى، و يختصر رحلة الرواية وقسوة ما دار فيها من أحداث..ولو أننا وقفنا عنده، لاحتجنا إلى دراسة كاملة، لما فيه من أبعاد زمنية ومكانية ولما له من دلالات واسعة وعميقة ..
رواية (الروح الثامنة) عن أزمة روح، أزمة وطن، سردٌ بعطر الياسمين وديباجة البياض، لغة شعرية عذبة، مؤلمة الجمال... تحكي عن هذيان الحرب.. هذيان امرأة.. وهذيان الحب.
في عالم الرواية ينفتح السرد عن كيان محتشد بالنزف والألم، وروح مكتنزة بالشفافية والبوح.. (ندى) تسرد الأحداث من خلال/ تقنية تيار الوعي/ "حيث التمركزُ حول الذات والغوص في أعماقها وممارسة أنواع من المونولوجات الداخلية، فاتحة الباب للحلم والتذكر والهذيان".
تبدأ الحكاية مع مشكلة /ندى /بطلة الرواية،/ الطلاق/ نزيف يؤلم المرأة، يهزّ كيانها، يطحن عنفوانها، تبحث بعده عن طرق تخلصها من سيفه الحاد المسلّط على رقبة وجودها، سيفِ ما بعد الطلاق: العادات الشرقية والتقاليد الاجتماعية / التابوهات / سياط الذكورة، العدّة... كانت تبحث عن قيمتها وكينونتها، وربما عن الانتقام..حتى تشظّت روحها إلى أرواح متعددة، (.الروح السابعة - الثامنة). الروح الثامنة التي تقوم بعد الموت لتُبعث إلى الحياة من جديد، وقد جعلتها رمزاً لانتصار الوطن على الموت، ورمزاً لانبعاث عنقائه من رمادها محلّقة في علا سمائه ..
(الروح الثامنة، وأخواتها)، أرواح تتجلى أمامها، تراها في مرآتها، فوق صفحة الكتابة، أو أثناء لقاء حميمي، أو حتى في إخفاقات العشق...وكثيراً كثيراً ما كانت تتمناها لتؤازِرها في شدتها فلا تجدها. كانت هي التي ترافق هذيانَها.. رامزة بذلك إلى شدّة التردّد والضياع والألم.. لتصاب بحالة نفسية حادة، يتطلب الشفاء منها إجراءات كثيرة، يمس حتى ذاكرتها القريبة: تقول:
"مكممة الروح كنت، لم يغسلني القمر الذي أخافته شياطين حزني بعد أن استباحت أسابيعي الماضية في صد وهجران، ووجع وذكريات، لم تقوَ حتى أرواحي السبع مجتمعة على صدها، يومها.. لم أكن على طبيعتي، كنت بركان حزن وألم يقارب الانفجار....."ص12
كانت /ندى/ تحاول الانتقام للمرأة فيها من خلال خلق علاقات عاطفية جديدة، أو استرجاع أخرى قديمة، وربما أرادت أن تجرب الخيانة، وكلها كسرت قلبها.. (قصي، نيار، كنان...وربما آخرون...) ولكن! من قال؟ إن الموضوع أكبر من جرح في جسد، أو تمزق روح، أكبر من فقْد نطفة لزواج فاشل بسبب خيانة.. وأقوى من انتقام، إنه جرح وطن، ونزف أرواح بريئة..تقول:
"أّذكر أني لمحت شجرة كتب عليها عاشقان اسميهما، وبدلاً من رسم القلب خطّا كلمة وطن!..للعشاق ثقافتهم في الأزمات، فبالرغم من كلّ الألم والدمار مازال الحب يجمعنا ..وحدَها مساحة الحب خالية تنتظر الشريك المناسب مهما تعددت التجارب والأوجاع.." .
في عالم الرواية ينفتح السرد عن كيان محتشد بالنزف والألم، وروح مكتنزة بالشفافية والبوح.. (ندى) تسرد الأحداث من خلال/ تقنية تيار الوعي/ "حيث التمركزُ حول الذات والغوص في أعماقها وممارسة أنواع من المونولوجات الداخلية، فاتحة الباب للحلم والتذكر والهذيان".
تبدأ الحكاية مع مشكلة /ندى /بطلة الرواية،/ الطلاق/ نزيف يؤلم المرأة، يهزّ كيانها، يطحن عنفوانها، تبحث بعده عن طرق تخلصها من سيفه الحاد المسلّط على رقبة وجودها، سيفِ ما بعد الطلاق: العادات الشرقية والتقاليد الاجتماعية / التابوهات / سياط الذكورة، العدّة... كانت تبحث عن قيمتها وكينونتها، وربما عن الانتقام..حتى تشظّت روحها إلى أرواح متعددة، (.الروح السابعة - الثامنة). الروح الثامنة التي تقوم بعد الموت لتُبعث إلى الحياة من جديد، وقد جعلتها رمزاً لانتصار الوطن على الموت، ورمزاً لانبعاث عنقائه من رمادها محلّقة في علا سمائه ..
(الروح الثامنة، وأخواتها)، أرواح تتجلى أمامها، تراها في مرآتها، فوق صفحة الكتابة، أو أثناء لقاء حميمي، أو حتى في إخفاقات العشق...وكثيراً كثيراً ما كانت تتمناها لتؤازِرها في شدتها فلا تجدها. كانت هي التي ترافق هذيانَها.. رامزة بذلك إلى شدّة التردّد والضياع والألم.. لتصاب بحالة نفسية حادة، يتطلب الشفاء منها إجراءات كثيرة، يمس حتى ذاكرتها القريبة: تقول:
"مكممة الروح كنت، لم يغسلني القمر الذي أخافته شياطين حزني بعد أن استباحت أسابيعي الماضية في صد وهجران، ووجع وذكريات، لم تقوَ حتى أرواحي السبع مجتمعة على صدها، يومها.. لم أكن على طبيعتي، كنت بركان حزن وألم يقارب الانفجار....."ص12
كانت /ندى/ تحاول الانتقام للمرأة فيها من خلال خلق علاقات عاطفية جديدة، أو استرجاع أخرى قديمة، وربما أرادت أن تجرب الخيانة، وكلها كسرت قلبها.. (قصي، نيار، كنان...وربما آخرون...) ولكن! من قال؟ إن الموضوع أكبر من جرح في جسد، أو تمزق روح، أكبر من فقْد نطفة لزواج فاشل بسبب خيانة.. وأقوى من انتقام، إنه جرح وطن، ونزف أرواح بريئة..تقول:
"أّذكر أني لمحت شجرة كتب عليها عاشقان اسميهما، وبدلاً من رسم القلب خطّا كلمة وطن!..للعشاق ثقافتهم في الأزمات، فبالرغم من كلّ الألم والدمار مازال الحب يجمعنا ..وحدَها مساحة الحب خالية تنتظر الشريك المناسب مهما تعددت التجارب والأوجاع.." .
( الروح الثامنة).. إنها رواية الحرب النفسية الداخلية لامرأة تعيش معاناتها وآلامها الخاصة، متزامناً مع حرب مرةّ وهجمة شرسة آثمة على وطنها /سورية / لتتشابك في ما بعد خيوط أزمتها النفسية والفكرية والجسدية مع أزمة الوطن، الموت والدمار والخيانات..ليصير الوطن هو الأغلى وهو الأهم...تقول:
"..ما زالت السماوات تبث رسائل الحب رغم كل التدرجات الحمراء التي كست شوارع دمشق الكبيرة والصغيرة، والأرصفة الضيقة بحاراتها الطويلة.. وحدها الورود ذات الوريقات الخمس، أبت الانكسار، ظلت تشرئب نحو السماء، تناديها، تحاول امتصاص روائح الدم المسكوب في شرايين الأرض وأوردة الحياة".
* إرهاصات /إشارات الحرب
كثيرة هي الإشارات التي لاحت لنا ولوّحت بشيء خفي أليم: التفجيرات، الوجوه الغريبة الجديدة، المناقشات بين الكبار وحتى بين الأولاد الصغار، السواتر، إنها لغة مخيفة، وحتماً كانت هناك لغات أخرى هي لغات / الأصوات والأفعال، والعيون/ وحتى إشارات من كان حبيباً...
* إشارات التناص:
تجلى ذلك في استحضار المسرود الشعبي وغير ذلك، التشاؤم من (القطة السوداء، البوم) تقول: "..تتمرد تكسر ريشها، قيثارتها، تسمع لحناً يشدها، تلمح بوماً وقطة سوداء..تعود وحيدة هجرتها ملائكة الكتفين.." ص9 . أيضاً الأرواح السبعة وارتباطها بالفكرة السائدة بأن للقطة سبعة أرواح.. وهذه الأرواح لها شأنها وتأثيرها ما بين التشاؤم والفرح ..وأيضاً أوراق اللعب..وتقول: "لكن خيالاً في المرآة أخبرها .. أن شيئاً ما سيحدث، دون فنجان مقلوب، دون زعفران، زئبق، طلاسم وبخور، ستتغيّر الأمور..هكذا تتنبأ الروح السابعة.." .
هناك إشارات تناصية شعرية ربما لتعبر حالة شعورية جالت في الذاكرة تطلّبتها الحالة النفسية أو أحداث وصور أوحت بها، مثل: استحضار قصيدة محمود درويش، وأيضاً قصيدة .. طوق الياسمين لنزار قباني...متناص مع ما يدور من مؤامرات على الوطن وعلى روحها وعلى روح كل فرد فيه، الشيء الذي جعل هذه الزهرة الجميلة وشجرتها العريقة تئن وتحتار..
"..ما زالت السماوات تبث رسائل الحب رغم كل التدرجات الحمراء التي كست شوارع دمشق الكبيرة والصغيرة، والأرصفة الضيقة بحاراتها الطويلة.. وحدها الورود ذات الوريقات الخمس، أبت الانكسار، ظلت تشرئب نحو السماء، تناديها، تحاول امتصاص روائح الدم المسكوب في شرايين الأرض وأوردة الحياة".
* إرهاصات /إشارات الحرب
كثيرة هي الإشارات التي لاحت لنا ولوّحت بشيء خفي أليم: التفجيرات، الوجوه الغريبة الجديدة، المناقشات بين الكبار وحتى بين الأولاد الصغار، السواتر، إنها لغة مخيفة، وحتماً كانت هناك لغات أخرى هي لغات / الأصوات والأفعال، والعيون/ وحتى إشارات من كان حبيباً...
* إشارات التناص:
تجلى ذلك في استحضار المسرود الشعبي وغير ذلك، التشاؤم من (القطة السوداء، البوم) تقول: "..تتمرد تكسر ريشها، قيثارتها، تسمع لحناً يشدها، تلمح بوماً وقطة سوداء..تعود وحيدة هجرتها ملائكة الكتفين.." ص9 . أيضاً الأرواح السبعة وارتباطها بالفكرة السائدة بأن للقطة سبعة أرواح.. وهذه الأرواح لها شأنها وتأثيرها ما بين التشاؤم والفرح ..وأيضاً أوراق اللعب..وتقول: "لكن خيالاً في المرآة أخبرها .. أن شيئاً ما سيحدث، دون فنجان مقلوب، دون زعفران، زئبق، طلاسم وبخور، ستتغيّر الأمور..هكذا تتنبأ الروح السابعة.." .
هناك إشارات تناصية شعرية ربما لتعبر حالة شعورية جالت في الذاكرة تطلّبتها الحالة النفسية أو أحداث وصور أوحت بها، مثل: استحضار قصيدة محمود درويش، وأيضاً قصيدة .. طوق الياسمين لنزار قباني...متناص مع ما يدور من مؤامرات على الوطن وعلى روحها وعلى روح كل فرد فيه، الشيء الذي جعل هذه الزهرة الجميلة وشجرتها العريقة تئن وتحتار..
*العتبات النصية:
الإيماض والتكثيف الشعري: (العتبات الداخلية)
"إن النص لا يمكن أن يقدَّم عارياً من النصوص التي تسيِّجه".
*فالعتبات النصية "تفتح أبواب النص إلى المتلقي/القارئ/ وتشحنه من أجل الولوج إلى أعماق النص الأدبي والغوص في عوالمه بكل أشكاله، وهي قاعدة تواصلية تمكِّن النص من الانفتاح على أبعاد دلالية متعددة".
"إن العتبة هي نص موازٍ للنص الأساسي وتهبنا جانباً خصباً من جوانب التعبير".
سأشير هنا إلى بعض العتبات الداخلية فقط.
تقسم الكاتبة روايتها إلى فصولٍ وهذا أتاح لنا مزيداً من الجمال، وقدم لنا لغة لا تخلو من شاعرية ولا تنشف من أثر الندى وإدام الجماليات التعبيرية.
أحد عشر فصلاً يزين كل واحدٍ منها بومضة مكثّفة المعاني، كقطرة مطر مثقلة بكل هموم الغيوم، وكل أفراح السماء..
أعرض هنا بعض هذه العتبات الوامضة المكثفة بالمعاني:
*أنت.. يا من يعبّر عن جرحٍ وعشق.
تقول: "لطالما كنت الدم الجاري في شراييني.. ولكم يلذّ لي اليوم أن أهدرك.."ص7 (الفصل الأول)
*.. الغياب وسيوف الفراق التي برقت...
تقول: " تماماً.. كما دخلت حياتي كعادتك.. تفجر إعصاراً، تتماهى، وتختفي!!.."ص 23(الفصل الثاني).
* رجلان يتقاذفان أرواحها السبعة/و إرهاصات الحرب وإشارات الموت والدم..
تقول: " كم هو ساذج هذا الحب..لا يدري أن لوجعي بك رائحة النار، وأن الوطن احتراقات تأكلني..." ص71 (الفصل الخامس).
* وطوق الانتقام قد يؤدي إلى الخنق..والموت..
تقول: "ما يعيد إحياءك يمكن أن يدمّرك ..." ص87(الفصل السادس).
* الحقد والجنون والجهل يرسم لوحات الموت والفقد والدمار، براويزها أشلاء الأبرياء، وأمانهم وأمنهم..
تقول: " ما بين طوق الياسمين وحزمة آس، تعزف الروح لحناً حزيناً، لترقص بكعوب رفيعة تشتهي الموت.." ص197(الفصل الحادي عشر).
الإيماض والتكثيف الشعري: (العتبات الداخلية)
"إن النص لا يمكن أن يقدَّم عارياً من النصوص التي تسيِّجه".
*فالعتبات النصية "تفتح أبواب النص إلى المتلقي/القارئ/ وتشحنه من أجل الولوج إلى أعماق النص الأدبي والغوص في عوالمه بكل أشكاله، وهي قاعدة تواصلية تمكِّن النص من الانفتاح على أبعاد دلالية متعددة".
"إن العتبة هي نص موازٍ للنص الأساسي وتهبنا جانباً خصباً من جوانب التعبير".
سأشير هنا إلى بعض العتبات الداخلية فقط.
تقسم الكاتبة روايتها إلى فصولٍ وهذا أتاح لنا مزيداً من الجمال، وقدم لنا لغة لا تخلو من شاعرية ولا تنشف من أثر الندى وإدام الجماليات التعبيرية.
أحد عشر فصلاً يزين كل واحدٍ منها بومضة مكثّفة المعاني، كقطرة مطر مثقلة بكل هموم الغيوم، وكل أفراح السماء..
أعرض هنا بعض هذه العتبات الوامضة المكثفة بالمعاني:
*أنت.. يا من يعبّر عن جرحٍ وعشق.
تقول: "لطالما كنت الدم الجاري في شراييني.. ولكم يلذّ لي اليوم أن أهدرك.."ص7 (الفصل الأول)
*.. الغياب وسيوف الفراق التي برقت...
تقول: " تماماً.. كما دخلت حياتي كعادتك.. تفجر إعصاراً، تتماهى، وتختفي!!.."ص 23(الفصل الثاني).
* رجلان يتقاذفان أرواحها السبعة/و إرهاصات الحرب وإشارات الموت والدم..
تقول: " كم هو ساذج هذا الحب..لا يدري أن لوجعي بك رائحة النار، وأن الوطن احتراقات تأكلني..." ص71 (الفصل الخامس).
* وطوق الانتقام قد يؤدي إلى الخنق..والموت..
تقول: "ما يعيد إحياءك يمكن أن يدمّرك ..." ص87(الفصل السادس).
* الحقد والجنون والجهل يرسم لوحات الموت والفقد والدمار، براويزها أشلاء الأبرياء، وأمانهم وأمنهم..
تقول: " ما بين طوق الياسمين وحزمة آس، تعزف الروح لحناً حزيناً، لترقص بكعوب رفيعة تشتهي الموت.." ص197(الفصل الحادي عشر).
* من اللمحات الذكية التي استوقفتني، أن الكاتبة افتتحت روايتها، بهذه الإشارة الفنية والفكرية ، تقول: " هبطت من السماء قطرة ندى طالما تبخرت من البحر وعادت إليه !!" ..ص9
وختمت الرواية أيضاً بالإشارة نفسها ولكن أمام رعاش الموت.. وسوداوية المأساة التي لفّت حنايا الوطن.. الأولى للبدء والحياة، والثانية للموت ثم الانبعاث من الرماد إلى الحياة...تقول: " اسودت ملامح المكان المفجوع بأبنائه، وبقي المخطوط وحيداً قرب شجرة الزنزلخت التي سقطت أزهارها وردية شاردة تزف الروح نحو الغيوم علّها تمطر ندى مجدداً ذات حياة..". وهكذا تتحد الروح مع روح الوطن ..
وختمت الرواية أيضاً بالإشارة نفسها ولكن أمام رعاش الموت.. وسوداوية المأساة التي لفّت حنايا الوطن.. الأولى للبدء والحياة، والثانية للموت ثم الانبعاث من الرماد إلى الحياة...تقول: " اسودت ملامح المكان المفجوع بأبنائه، وبقي المخطوط وحيداً قرب شجرة الزنزلخت التي سقطت أزهارها وردية شاردة تزف الروح نحو الغيوم علّها تمطر ندى مجدداً ذات حياة..". وهكذا تتحد الروح مع روح الوطن ..
*ختام الطواف ..أو طواف الختام ..هي حمائم الحب .. تحلق..
استطاعت الكاتبة أن تستبيح ندى/الراوية/ بكل ما يختلج في داخلها من ألم وحيرة وفرح وعشق وفراق وقسوة، وأيضاً من قوة وتصميم ونجاح وحضور اجتماعي وأدبي وإعلامي...
استطاعت الكاتبة أن تستبيح ندى/الراوية/ بكل ما يختلج في داخلها من ألم وحيرة وفرح وعشق وفراق وقسوة، وأيضاً من قوة وتصميم ونجاح وحضور اجتماعي وأدبي وإعلامي...
*ويمكن القول ختاماً إن (الروح الثامنة) شهادة روائية مهمة على زمن مرير، تمارس تقنياتها السردية وتفتح انشغالاتها ومهاماتها على موضوع الحب والحرب والعشق والخيانة. إنها استحضار لبلاد دهمتها مصيبة في صميم طهرها..وآذت كيانها وامتحنت صلابتها.. وما لانت لها..
ربما في بعض المحطات تراخى السرد قليلاً ، ولكن كانت الكاتبة كانت تشد أزره بكل ذكاء، بأن تهدينا الكثير من الجمل الشعرية، والصور والانزياحات الفنية واللغوية الذكية التي يمكنني معها أن أقول إنها تشغل القارئ وتجعله يحلق مع لحظات الحب والفرح أو مع لحظات الحزن والألم ...
لا شك أن الدرب لم يكن سهلاً وما عرجنا إلى على القليل من زواياه ومحطاته..
ربما في بعض المحطات تراخى السرد قليلاً ، ولكن كانت الكاتبة كانت تشد أزره بكل ذكاء، بأن تهدينا الكثير من الجمل الشعرية، والصور والانزياحات الفنية واللغوية الذكية التي يمكنني معها أن أقول إنها تشغل القارئ وتجعله يحلق مع لحظات الحب والفرح أو مع لحظات الحزن والألم ...
لا شك أن الدرب لم يكن سهلاً وما عرجنا إلى على القليل من زواياه ومحطاته..
*-في كتابه "ست نزهات في حدائق السرد" يقول أمبيرتو إيكو: "إن الدخول إلى عالم السرد.. يشبه التنقل في الغابة.. لما فيه من تنوع وكثافة ورائحة ووعورة، ولما فيها من تفاصيل داخلية مليئة بالنباتات والزهور والأوراق والألوان .." ويقول: "الخروج منها أشبه بفخ كبير"..
رحلتنا كانت قصيرة انطباعية ..إلا قليلاً..
رحلتنا كانت قصيرة انطباعية ..إلا قليلاً..
*الإعلامية الروائية "ديمة داودي"، وأنت تطرقين باب السرد الروائي بأصابع من ثقة وجرأة..بعد أن شرّعت نوافذ الشعر والقصة القصيرة، ونقشت على ستائرها رموز أزهارها...كم أنت جميلة وأنت تمشطين بأصابع "الندى" غرة دمشق وتحيطين عنقها بعقدها الأبدي الأبيض " الياسمين"......
كلمة أخيرة .. عن لفظة رددتها الكاتبة كثيراً ، أعتبرها /موتيفاً/
هي كلمة :
وحدَه.. وحدَها .. وأنا أقول..وحدها الكاتبة استطاعت أن تعبّر عن قسوة مشاهد الحرب، الدمار والتهجير والفقد والألم والضياع .. ووصفت بدقة لحظات الدخول السريع إلى حيث البيوت الضائعة والمآسي الهائلة التي غمرت كل مكان...تحياتي..
كلمة أخيرة .. عن لفظة رددتها الكاتبة كثيراً ، أعتبرها /موتيفاً/
هي كلمة :
وحدَه.. وحدَها .. وأنا أقول..وحدها الكاتبة استطاعت أن تعبّر عن قسوة مشاهد الحرب، الدمار والتهجير والفقد والألم والضياع .. ووصفت بدقة لحظات الدخول السريع إلى حيث البيوت الضائعة والمآسي الهائلة التي غمرت كل مكان...تحياتي..