المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

السبت، 1 سبتمبر 2018

ما يقوله الصمت../ الشاعرة أمينة غتامي/المغرب



L’image contient peut-être : ‎‎‎أمينة غتامي‎‎, sourit, gros plan‎

ما يقوله الصمت..

***********
ماذا يقول الصمت
لفراغات المرآة
قبل أن يتحول حجرا
يعترض طريق الريح؟
هي سطوة الأشياء الغائبة
تنتشي العدم..
لا بد من كوجيطو لغوي
يربط بين الكلمات والاشياء
بين عناوين بيوت لم نسكنها
وأخرى ضيعها البريد
بين مقاه ومحطات
تنبت بين السجائر والأصابع..
ذاك الشيء الغائب عن النظر
يكمل رسم المجاز..قد يسبقه
الى آخر المعنى
ليسقط في علبة صوتية
لا تكف عن الحفر..
فكيف أمنع يدي من التحديق
في غيمة
جف ماؤها تحت الجلد؟
*****
الكلمات المشطوبة
من جسد القصيد
تسقط من التأويل
كمشاجب عارية من معاطف الشتاء
أو..رسائل زرقاء عبثت بها الرطوبة
حين فطمت حليب الوجود
لهذا..كلما تنفس الهواء
خنقته زوائد الكلمات..
ودخلت الاشياء
في غيبوبة الحجر..
*****
أمينة غتامي/المغرب

لعنة الانسانية بقلم الشاعرة لمى سلمان المتني/سوريا

L’image contient peut-être : 1 personne, sourit, plein air et eau

لعنة الانسانية 

-----------------
هذي الروح
تتمرد على جسدٍ
ممزّق ...
تطردُ الصبوات من عميقِ جذوره ...
مثلومةً بانهياراتِ الصباح
الذي خارَ بين أكتافِ الحقدِ البارد
بجذوةٍ محمرّةِ الأخاديد....
أمشي بين تلولِ اللوعة
حافيةَ الأمل
مركزةً انتباه المقل
على سراديب موتٍ مغشيةٍ
بضبابٍ عثّ
وأسوارِ ظلامٍ متصدعة ...
أبحثُ
بين
غفواتِ الضمير
وأنيابِ الشّر
عن لقمةِ خيرٍ
أمضغُها بفارغِ الحزن ...
لأسدّ رمقَ الألم
الذي اجتاح النهار
في سويداء قلبي
المحترق ...
...
هذي الروح
تسري من باكورةِ الرّيح
عاصفةً بفجرٍ فاتر الشروق
لتقتنصَ سكون الليل
بلهيبٍ غامض المدى ...
وحنجرةٍ متناثرة الصدى ...
متوقفةً عن الغناء
برحيلٍ آثم ...
تنادي قهرها
فتتقطعُ حبال السماء
...
موتٌ مبرمجٌ
بلعنة الانسانية
يفرّ من دهاليزِ العتمة
مكسّراً أنغام الحلم التائه
وبقايا حياةٍ متّكئة على
شفير غفلة ...
...
دونَك الرحمةُ أيها النازفُ غدراً
فلن نترك مجاذيفك
تمخرُ عبثاً
بحرَهم اللعين ...
سنردمُ متاهات الحيرة
في أقداحِ سُكرتهم
مجتاحين ضبابيّتهم الهزليّة
و ظلامهم الأعور
بندفات صمودٍ
وزخات عنفوانٍ
وكثيرٍ من الصّبر الملائكي ..
مغتالين أشباه الرّجال
بغضبنا العاتيّ ...
...
هكذا كان يومنا الأسود
حين زارنا الشؤم
بلحيته المعفّرة بالدم
وخوذته الأجنبية
يرتقُ بسمَته الخبيثة
بالنار و المجازر
وحقل ألغامٍ مزيّف الطعنة ...
لا يحاصرُ أقدام العبور
و لا يوقفُ مسيرة الإباء