المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

الأربعاء، 17 يناير 2018

نداءٌ جاف / محمود البسيوني/فلسطين

نداءٌ جاف
شتاءٌ في مهب المواسم
يُسقط امطاره
كُلما تداعت سحابات للذاكرة
وغيمةُ العمر تحتشد وجعا
أيها الظل المُتواري خلف الغياب
أَحين أُعلن الغروب
تشتاقِ لشمسي والضياء
كُنتُ أُطعِمُك الفصول
وأَشربُ معك خريفا مصفر الرياح
وحين أكتب قصيدةً لا اذكرك فيها
تُهاجمين القوافل فوق الابيات

بين الانامل اوتار معلقةٌ
منذ عُزِفتْ قيثارة التحمل
فعَلِقَت أحبال الموسيقى
بِأصابع الهروب سمفونية للعتاب
من أسقط أوراق الحياة ؟!!
رجل زرع الشوك اسوارا للورد!
ام امرأة زينة الشوك بمياسم الورد؟
أكلما أخدتُ عهدا فارغ التمني
أَمتلىءُ بضحكات الفراغ
كيف اعتلي ترحال العودة !!
وقد خربت رمال الرحيل اثار الإياب
أَتذكُرينَ صفعة الموت
حين سقط جسدي فارغ الروح
وفي عينيك خوف أضاع البقاء
أَصبحتُ على الأرض أُشارك الذل
أسمعُ وَقْعَ أقدامُك والخذلان
أيها الجرحُ القابعُ في ذاكرتي
لا يسكن الحب في مخابئ الخواطر
ولا تبني الرجولة امرأةً من حجارة
عاهدتْ الطين أنها جفاف الوصال
صلصال هذا العشق في كينونتِ
وما اعتادت يداك زرع الاحلام
عقارب للخيبة
تعارك الوقت ببندول مبتور الساعات
يزج الثواني في دقائق الانتظار
يعجز عن المشي اليك
ويطول في عَدّ المسافات
لست من اخرس النداء
ومن اعمى البصيرة في الرجاء
فكيف تعبثين بمقلة صماء
تشقق جفنها حبسا للاوجاع
يا ويحك .. مطعون انا بسكينك
ومازلتِ تحركين جثةً بين يدي غيرك
انا المبتلُ بنزيفِ الخراب
لا يُعَمِّر الجسدُ نداء جاف
.....
محمود البسيوني
L’image contient peut-être : une personne ou plus et intérieur