منذ أن خفق بك الحبر
أصبحت سر ثورتي ونجواي
أناديك في وسني
أجس ضوع نبضي فيك
فتغمض عين القصيدة
وتهطل رواية فلكية غادرة
ونجوما أوقدت عيني
بعطرك العالق في خيوط ثوبي
عندما تصادمنا خطأ
على كتف الطريق
كم كنت بارعا
عندما أطلقت جيوش نظراتك
لاجتياحي
وتمكنت سلطتك
من كل ساحات فراغي
خيولك لا زالت تعدو
في ميادين عمري
ترقص على جرحها أمواجي
فتغرق شطآني
لأصبح أتلنتس أخرى
تخلى عنها الزمان
أين أنت مني
وأين !!؟؟ ..
سبخات زهر زرعناها
غصون غار ومداد روح
أين أنت من ربيع سقيناه
دمعا و حرارة عناق !؟؟..
أين الأماني الطويلة
التي امتدت من أول شجرة نخل
حتى آخر نفحة بخور !؟
كفاك ترحل والأشواق تقتلني
لا أنسى و لا الحزن ينساني
أعجب كيف تطرحك غلالا
فصول عمري !!
كيف تزهر على وسادتي
بيادر و ظلالا
يا أيها الرجل الخريفي
قل لرياحك كفاها تعتريني
فأوراقي تشد
على غصونها ارتعاشا
أخاف أن تتعرى من البوح رابيتي
أخاف أن أنهمر
على صبري تشظيا
إذا ما طال برد الشعور
و ندفني غيمك
على أفق الفراق العنيدة
ينحتني غروبك تمثالا ...
فلا يحتضنني موقدك
و لا تتركني نارك .. حتى أنصهر
أي لعنة طوقت قلبي
حتى غدا طيراً أنت فضاؤه
يقتلني الصنم فيك
أشتعل تيمنا في محراب توقي
ألقي بروحي على أغصان
الانتظار !!
أطلقها عصافير بيضاء
علك تقنصها
وتعيدها إلى جسدي
كفنا سجاه عطرك
كرمى لكل هذا الحب
ترجل عن فرس النسيان
انتزع أقدام الغرق من طريقي
ألصقني بك أسطورة إغريقية
ودعنا نتكور بروحينا معا
ثنائية وله لا يتشاطرها الطريق
أحارب حتى نلتقي
اغرس روحي في أديمك
لأنبت في دربك شجرة ظل
انتظرتك طويلا ... طويلا
كم أتمنى لو أني
أصبح وطنا رحالك
لاتحط إلا فيه
يا أيها البعيد ....
أهديتك كل معابري
لهفة .. لهفة
وجعلت من قلبي طريق !!
ميرفت أبو حمزة