المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

السبت، 29 أبريل 2017

تركتُ سطور الحياة معلقةً .. بقلم الشاعرة لمى سلمان المتني


تركتُ سطور الحياة معلقةً .. 

فوق دفاتر الوجع .. 
ومسحتُ عن كاهلها غبارَ الألم .. 
اعتنقتُ أنواراً وبشائر .. 
وحطمتُ رموزَ القناديل المشرقة .. 
بين ثلماتِ الظلمة ..
ليتني لم أمتْ ..
حتى أعبُرُ موجَ الحبرِ ..
لدربِ النّور ..
وأسرجُ خيل الفكر لمن شدّ رحالهُ وهرب
من دفاتر الظلمة ...
من منا لم يمت ..
بين خيلاء الأمل ..
وعجرفة السعادة ...
وطقوسِ الفرح الغافي
على كتف تلك الحياة ...
يسامرُني حلمي ..
ويرسمُ لي أكفاناً من ياسمين ..
مزروعةً في نبضي ...
أسقيها بسلسبيل حسرة ..
وأوقدها بأصابعٍ من شجر الخيبة ..
أمرُّ عليكَ صدفة
لأجدكَ بين المتاعب ..
تصنعُ سترة النجاة ...
لقلب ماعاد فيه سوى أنفاسكَ الثملة ....
وكؤوسٌ فارغةٌ من حياة ..


لمى سلمان المتني 




كفاك ترحل بقلم الشاعرة *ميرفت أبو حمزة *

كفاك ترحل

 ................
يطوف بأيامي
رحيلك ...!!
يلملم ملامحي
وينثرها على طرقات الوجع
يمكث فوق حبور دفاتري
لتخفق بالحنين
منذ أن تقاسمنا الفراق
وأقسم ألا نلتقي
وأنا أسحب كل يوم ورقة
لأصنع منها زورقا
أقيس به مسافة الدمعة
يبحر على صدري
برياح تمزق أشرعة الروح
أتنفسك
 شهيقا
مختنق
.
.
كلما تفتحت أقحوانة
 وغازل ثغرها لسع القفير
منذ أن خفق بك الحبر
أصبحت سر ثورتي ونجواي
أناديك في وسني
أجس ضوع نبضي فيك
فتغمض عين القصيدة
وتهطل رواية فلكية غادرة
ونجوما أوقدت عيني
بعطرك العالق في خيوط ثوبي
عندما تصادمنا خطأ
 على كتف الطريق
كم كنت بارعا
عندما أطلقت جيوش نظراتك
لاجتياحي
وتمكنت سلطتك
من كل ساحات فراغي
خيولك لا زالت تعدو
في ميادين عمري
ترقص على جرحها أمواجي
فتغرق شطآني
لأصبح أتلنتس أخرى
 تخلى عنها الزمان

أين أنت مني
وأين !!؟؟ ..
سبخات زهر زرعناها
غصون غار ومداد روح
أين أنت من ربيع سقيناه
دمعا و حرارة عناق !؟؟..
أين الأماني الطويلة
التي امتدت من أول شجرة نخل
حتى آخر نفحة بخور !؟
كفاك ترحل والأشواق تقتلني
لا أنسى و لا الحزن ينساني
أعجب كيف تطرحك غلالا
فصول عمري !!
كيف تزهر على وسادتي
 بيادر و ظلالا
يا أيها الرجل الخريفي
قل لرياحك كفاها تعتريني
فأوراقي تشد
على غصونها ارتعاشا
أخاف أن تتعرى من البوح رابيتي
أخاف أن أنهمر
على صبري تشظيا
إذا ما طال برد الشعور
و ندفني غيمك
على أفق الفراق العنيدة
ينحتني غروبك تمثالا ...
فلا يحتضنني موقدك
 و لا تتركني نارك .. حتى أنصهر
أي لعنة طوقت قلبي
حتى غدا طيراً أنت فضاؤه
يقتلني الصنم فيك
أشتعل تيمنا في محراب توقي
ألقي بروحي على أغصان
الانتظار !!
أطلقها عصافير بيضاء
علك تقنصها
وتعيدها إلى جسدي
 كفنا سجاه عطرك
كرمى لكل هذا الحب
ترجل عن فرس النسيان
انتزع أقدام الغرق من طريقي
ألصقني بك أسطورة إغريقية
ودعنا نتكور بروحينا معا
ثنائية وله لا يتشاطرها الطريق
أحارب حتى نلتقي
اغرس روحي في أديمك
لأنبت في دربك شجرة ظل
انتظرتك طويلا ... طويلا
كم أتمنى لو أني
أصبح وطنا رحالك
لاتحط إلا فيه
يا أيها البعيد ....
أهديتك كل معابري
لهفة .. لهفة
 وجعلت من قلبي طريق !!

ميرفت أبو حمزة