المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

الاثنين، 23 يوليو 2018

جناح أمي /بقلم الشاعرة العامرية سعد الله الجباهي /تونس


L’image contient peut-être : 1 personne, ciel, nuit et plein air

جناح أمي 
الفراشة التي علمتني
الفراشة الوحيدة التي أدمنت الركض خلفها
جناح امي..
حين تكثر الندوب في أرجلنا 
كانت تمدّ جناحيْها النديتين ...وتمسح قيحها
تعقمنا ضد للبرد
وضد الجوع بوصفة حب
لم نكن نعرف لذة الحلوى
ولكنها تذوقنا بعضا من حياة ..
أمي التي
علمتنا أن لا نخون
كانت
تقبض على الحزن
بين يديها ....تمشّط شعره
فيسدل جفنيْه
وينام على ركبتيْها
أمّي تعرف جيدا كيف
تروّض الحزن
وتعرف كيف تربّي البسمة
على شفاهنا
كانت تعلمنا كيف نراقب الشمس
و كيف نستعير توهجها
وكيف نخبئ زرقة السماء
بين أهدابنا فنسمو
ويتسع المدى...
21/07/2018

* سلمى .. سأُخبرُكِ /الشاعر محمود صالح / فلسطين

L’image contient peut-être : 1 personne

* سلمى .. سأُخبرُكِ 
ليتني صوتُكِ لأُعتِقَ الصَّدى 
ليتني شفتاكِ لأشُدَّ إليهما خاصرةَ البلاد 
ولكنني أقفُ مصلوبًا على جبهةِ الأُفول 
فلا حُلُمَ يُراودُ الشَّمسَ 
ولا عزاءَ لسُنُونُوَةِ الوِصالِ وقد عزَّ الوُصُول
وأنا الذي يَمْلِكُ حريرًا أبيضَ في أناملِهِ
لا أستطيعُ حِياكةَ قميصٍ دافئٍ لعُصفورةِ عينيكِ
سلمى .. أين أكواخي التي شيَّدتُها تحتَ صنوبَرِكِ
أينَ أنهارُكِ العاليةُ التي رميتُ على أكتافِها
شِبَاكَ الرُّؤى لأقرأَ الوطن ؟!.
قُلتِ لي : عندما تُحاصِرُكَ الوِدْيان السَّحيقة
ستعلمُ أنَّني ابنةُ الجبالِ الشَّاهقة
قُلتِ لي : في قصائدِكَ المسقوفةِ بالقشِّ
كم غيمةٍ برِّيَّةٍ وأسرابٍ ضوئيَّةٍ بلا معاطِفَ
كم قمرٍ بلا نافذةٍ وسُمَّار
كم آهةٍ عذراءَ للنِّسيان
********
** يا حبيبي ..
لا تستبدلْ بحَنْجَرةِ الوردِ حَنجرةَ القصَب
دعْنا نُحافظْ على طهارةِ الماءِ ومسرّةِ الهواء
لم أشُكَّ لحظةً بضوئكَ العابقِ يُواسي ظلالي الشَّريدة
أنتَ الذي تسيرُ بلا حِذاءِ الأرضِ
على يمينِكَ تتربَّعُ أغاريدُ الينابيع
على شِمالِكَ تتمدَّدُ بُحيراتُ المواويل
قبلَكَ تنفَّسْتُ سرابَ المسَافات
وها أنا على كِسْرةِ خَطْوِكَ تحلَّقْتُ بأسرابِ النَّخيل
أنتَ أوَّلُ آباءِ الغيابِ وآخرُ أُمَّهاتِ الرَّحيلِ
يا مصابيحَ دمي ..
لا تترُكْني على قارِعةِ الأصيل
مهدورةَ الوِصالِ أُلوِّحُ بالمناديلِ
********
" أناقة الغياب "

محمود صالح