يا شعْرُ زُرْهَا
يا شعْرُ جُدْ لحبيبتي بالمجْتَبَى
من رائع الألفاظ إن هبّتْ صَبا
من رائع الألفاظ إن هبّتْ صَبا
فالشَّرقُ فيه الرّوح تسكن عندها
وأنا بقيت بمغْربي متغرِّبا
وأنا بقيت بمغْربي متغرِّبا
أقْضي لياليَّ التي لم تسْتنرْ
لغيابِ وجْه البدْرِ سجْنًا مرْعِبا
لغيابِ وجْه البدْرِ سجْنًا مرْعِبا
متأرّقًا متمزّقًا ومشتَّتا
متحرّقا فوق اللظى متقلّبا
متحرّقا فوق اللظى متقلّبا
سهْدٌ يسامرني وينهش راحتي
وغَدًا أراني في كسادٍ متْعَبا
وغَدًا أراني في كسادٍ متْعَبا
والشَّوْقُ يفعل في الأحبّة فِعلَهُ
والشِّعْرُ ينْجِدهم إذا أخذ الصِّبا
والشِّعْرُ ينْجِدهم إذا أخذ الصِّبا
جُدْ بالمليح من القصائدِ عنْوةً
تحْيي الرّميمَ إذا لمعشوقٍ صَبا
تحْيي الرّميمَ إذا لمعشوقٍ صَبا
داعبْ لها الإحساسَ ضمْنَ تغزّلٍ
فخفيفُهُ من بلْسمٍ يشْفي الظِّبا
فخفيفُهُ من بلْسمٍ يشْفي الظِّبا
غازلْ وخفّفْ حمْلَها بترنّمٍ
فجمالُها الأخّاذُ زلْزلَ مَنْ أبَى
فجمالُها الأخّاذُ زلْزلَ مَنْ أبَى
فالغيد يعشقْنَ التغزّلَ خفْيةً
عن عاذلٍ يزْهُو إذا حبٌّ كَبا
عن عاذلٍ يزْهُو إذا حبٌّ كَبا
واجعلْ لها بين السطورِ أَمارةً
لإِمارةٍ سلطانُ حُبِّي نَصّبا
لإِمارةٍ سلطانُ حُبِّي نَصّبا
خصّصْ لها الألفاظ حسب مزاجها
تطفي لهيبًا قد عتا فاستصعبا
تطفي لهيبًا قد عتا فاستصعبا
تهتزّ إن علمتْ بمقْصدِ لفظةٍ
حكْرًا عليها شاعرٌ قد قرَّبا
حكْرًا عليها شاعرٌ قد قرَّبا
تجْتثُّ منها آهةً حرّاقةً
من حَرِّ شوقٍ في الحشاشةِ ألْهبا
من حَرِّ شوقٍ في الحشاشةِ ألْهبا
تبْكي لها بالدمع ينْزلُ صامتًا
ترْوِي به ورْدًا بوجْنٍ قد سبَا
ترْوِي به ورْدًا بوجْنٍ قد سبَا
فيهبُّ منه العطرُ ينْعش مهجة
يزْري بزهرٍ فاحَ في عزِّ الرُّبَى
يزْري بزهرٍ فاحَ في عزِّ الرُّبَى
ويزيلُ منْ عيْنِ الأميرةِ غيْمةً
لِيشعَّ بؤبؤها الذي قد ضبَّبا
لِيشعَّ بؤبؤها الذي قد ضبَّبا
فيقومَ مِرْوَدها بخطِّ صبابةٍ
بين الرّموش محاذرًا أن يُعْطِبا
بين الرّموش محاذرًا أن يُعْطِبا
متجوّلاً بضفافِ خيْرِ بحيرةٍ
من فوْقها صحْوٌ بلوْنٍ خضَّبا
من فوْقها صحْوٌ بلوْنٍ خضَّبا
فالكحْل يا شعري يدجّجُ مقلةً
بالسّحر سهْما لم يتُهْ إنْ صُوِّبا
بالسّحر سهْما لم يتُهْ إنْ صُوِّبا
من معْجمي يستخْرجُ اللفظ الذي
يشْكو إصابةَ عاشقٍ قد عُذِّبا
يشْكو إصابةَ عاشقٍ قد عُذِّبا
يا شعر عبّرْ بالكلامِ مرصّعًا
كالتّاج توّجَ شَعْرَها المتذهّبا
كالتّاج توّجَ شَعْرَها المتذهّبا
وارسمْ على عذْبِ المقبَّلِ بسْمةً
تفترُّ عن عقْدٍ جميلٍ أعْجبا
تفترُّ عن عقْدٍ جميلٍ أعْجبا
في فلْجةٍ بين اللآلئِ شعْشعتْ
واللهُ أبدعَ في الجمالِ وأطْنَبا
واللهُ أبدعَ في الجمالِ وأطْنَبا
لأَِميرتي عند التّبسُّمِ روْعةٌ
ماجاد بالمثْلِ الزّمانُ وما حَبَا
ماجاد بالمثْلِ الزّمانُ وما حَبَا
يا شعر طمْئنْ قلبها الحاني الذي
ماكنتُ يومًا قاصدًا أن أُغْضِبا
ماكنتُ يومًا قاصدًا أن أُغْضِبا
أخبر بأنّ البُعْدَ يضْني مهْجتي
ورهيفَ إحساسي طغَى بلغَ الزُّبَى
ورهيفَ إحساسي طغَى بلغَ الزُّبَى
حالَ الذي في بُعْدِِه كمْ غصّة
من خلْفِ موج البحر تهْدرُ مُسْهَبا
من خلْفِ موج البحر تهْدرُ مُسْهَبا
الحضري محمودي 2018 /1/19
