المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

الجمعة، 19 يناير 2018

يا شعْرُ زُرْهَا/الحضري محمودي/تونس



يا شعْرُ زُرْهَا
يا شعْرُ جُدْ لحبيبتي بالمجْتَبَى
من رائع الألفاظ إن هبّتْ صَبا
فالشَّرقُ فيه الرّوح تسكن عندها
وأنا بقيت بمغْربي متغرِّبا
أقْضي لياليَّ التي لم تسْتنرْ
لغيابِ وجْه البدْرِ سجْنًا مرْعِبا
متأرّقًا متمزّقًا ومشتَّتا
متحرّقا فوق اللظى متقلّبا
سهْدٌ يسامرني وينهش راحتي
وغَدًا أراني في كسادٍ متْعَبا
والشَّوْقُ يفعل في الأحبّة فِعلَهُ
والشِّعْرُ ينْجِدهم إذا أخذ الصِّبا
جُدْ بالمليح من القصائدِ عنْوةً
تحْيي الرّميمَ إذا لمعشوقٍ صَبا
داعبْ لها الإحساسَ ضمْنَ تغزّلٍ
فخفيفُهُ من بلْسمٍ يشْفي الظِّبا
غازلْ وخفّفْ حمْلَها بترنّمٍ
فجمالُها الأخّاذُ زلْزلَ مَنْ أبَى
فالغيد يعشقْنَ التغزّلَ خفْيةً
عن عاذلٍ يزْهُو إذا حبٌّ كَبا
واجعلْ لها بين السطورِ أَمارةً
لإِمارةٍ سلطانُ حُبِّي نَصّبا
خصّصْ لها الألفاظ حسب مزاجها
تطفي لهيبًا قد عتا فاستصعبا
تهتزّ إن علمتْ بمقْصدِ لفظةٍ
حكْرًا عليها شاعرٌ قد قرَّبا
تجْتثُّ منها آهةً حرّاقةً
من حَرِّ شوقٍ في الحشاشةِ ألْهبا
تبْكي لها بالدمع ينْزلُ صامتًا 
ترْوِي به ورْدًا بوجْنٍ قد سبَا
فيهبُّ منه العطرُ ينْعش مهجة
يزْري بزهرٍ فاحَ في عزِّ الرُّبَى
ويزيلُ منْ عيْنِ الأميرةِ غيْمةً
لِيشعَّ بؤبؤها الذي قد ضبَّبا
فيقومَ مِرْوَدها بخطِّ صبابةٍ
بين الرّموش محاذرًا أن يُعْطِبا
متجوّلاً بضفافِ خيْرِ بحيرةٍ
من فوْقها صحْوٌ بلوْنٍ خضَّبا
فالكحْل يا شعري يدجّجُ مقلةً
بالسّحر سهْما لم يتُهْ إنْ صُوِّبا
من معْجمي يستخْرجُ اللفظ الذي
يشْكو إصابةَ عاشقٍ قد عُذِّبا
يا شعر عبّرْ بالكلامِ مرصّعًا
كالتّاج توّجَ شَعْرَها المتذهّبا
وارسمْ على عذْبِ المقبَّلِ بسْمةً
تفترُّ عن عقْدٍ جميلٍ أعْجبا
في فلْجةٍ بين اللآلئِ شعْشعتْ
واللهُ أبدعَ في الجمالِ وأطْنَبا
لأَِميرتي عند التّبسُّمِ روْعةٌ
ماجاد بالمثْلِ الزّمانُ وما حَبَا
يا شعر طمْئنْ قلبها الحاني الذي
ماكنتُ يومًا قاصدًا أن أُغْضِبا
أخبر بأنّ البُعْدَ يضْني مهْجتي
ورهيفَ إحساسي طغَى بلغَ الزُّبَى
حالَ الذي في بُعْدِِه كمْ غصّة
من خلْفِ موج البحر تهْدرُ مُسْهَبا
الحضري محمودي 2018 /1/19

...خنجر الضوء .../عدنان بصل / سوريا


...خنجر الضوء ...
كلما لامس الغيم
المشحون...
بحسرة فراق البحر 
نسيم أوراق صفصاف
تعمد ببرودة الضفاف
يندلعُ البرق
صعقة لذيذة
تنبثق من عمقها
آيات المطر
تروي بيداءَ
شهقت بسكرة حلم
طال جفافه
واحترق داخل سور هدبها
بياض المدى
ها أنتَ تمدُ خيالاتٍ
تعيد تشكيل لون الحبر
في دمك المطعون
ترصع ضلع الخفق
بدرة الصدر الحنون
ترتق التشقق العميق
بفيض حلم نهر
على ضفاف الحكاية
ليغمرُ سريرَ البكاء
ملامساً أصابعك المشتعلة
في ثورة الصمتِ
حتى ترى السماء
شهيق رملك
كيف يملأ المحبرة
بآلاف الرؤى
ويعزف يراعها
ترانيم الإنطفاء
فواصل ونقاط أمان
أعقاب هذا؟
وتعود تسأل أيها المشطور
عن كنه روحك
عن لون عينك
عن جدوى حياتك
تفتش...
حتى بين أوراق الفناء
عبثاً...
تحاول تعديل الحروف
لتدخل الباب منحنياً
وعلى جبينك
وشم هالة السلام

عدنان بصل 
Adnan Basal
19/1/2018

عازف رحيل المجد/بقلم ســـحر زعترة / فلسطين

عازف رحيل المجد
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

عازف الناي
يجيد عزف الموت
على أوتار الفجيعة
ينفض الغبار عن
ثقوب الجرح
ويمضي،،
تارة يجول أزقة المدن
السوداء ،،
وتارة يزور الحقيقة
لا أحد يبكي هناك
لا أحد يجد السكينة
يعمّ الصمت في ديجور
الموت ،،
لا صوت يعلو فوق نباح
الكلاب النهمَة ،،
لأشلاء مازال فيها قلب
ينبض قدسية المكان ،،

وأنتم ،،
أنتم ،،،
مازلتم تكتبون الحب
على جدران الهزيمة ،،
تُشعلون الشموع في
ليلكم المكدس بخيبات
العروبة ،،
في أي نساء تقولون الحب
وأنتم تمارسون البغاء
خلف ليل الخضوع
بطولاتكم السوداء تلطخ
وجوهكم ،،
بالله عليكم ،،
كفّوا الحديث عن الحب
فأي عشق ذاك الذي
يصّب ناره على أشلاء
العذارى ،، ؟
أي عبودية للحب
تلك ،، ؟
وأنتم مازلتم عبيد
التقهقر ،،؟
كيف للحب أن يولد في
قصائدكم العصماء
دون أطراف
دون قلب
ومازالت روح النساء
تصرخ نزف الشرف
الذي عاقرته
لعنة الحروب
عازف الناي
قد عزف
رحيل المجد
ورحل
عن أعين الضباب
رحل
حين وجد الحزن أعمق
من ثقوب الجرح الغارق
في غيبوبة النخوة ،،،،،،،
ســـحر زعترة
L’image contient peut-être : une personne ou plus et plein air

على لسان الثرى/بقلم الشاعر فارس بن جدو / الجزائر


L’image contient peut-être : 1 personne, gros plan et intérieur

على لسان الثرى
أبي : قدْ كنتَ لي حصناً منيعَا
و جيشاً حينَ أطلبُ من يَقِيني

أنادي منْ بساحِ القبرِ مهلا
و قدْ جاوزتُ مقدارَ اليقينِ
فما ردَّ الجوابَ عليَّ ريحٌ
و لا نطقَ الدَّفينُ و لوْ لِحينِ
إذا رحلَ الحبيبُ فغسِّلوهُ
و نادواْ منْ يصيحُ على الدَّفينِ
و قولواْ للفتى سيعودُ يوماً
لتَخلفَهُ على صونِ الجبينِ
أباكَ أباكَ إنْ تلقاكَ شعْثٌ
منَ الدُّنيا على ظهرِ السَّفينِ
بساطةُ والدٍ يمشي قريراً
أحبُّ إلى الورى من غيرِ دينِ
و ضحكتُهُ كعزفِ النايِ بوحاً
يفتِّشُ في الهوى رغْمَ الأنينِ
فيحملُ قفَّةً بيدٍ تُغنِّي
و تهزجُ للرَّغيفِ منَ الحنينِ
و يجلسُ مثقلا بالهمِّ طوعاً
فيدعو دعوةَ القاضي الأمينِ
و حولَه خمسُ فتيانٍ حيارَى
يقلِّبُ بينهُمْ أحجارَ طينِ
يموتُ الوالدُ المقهورُ يوماً
فيغدو قصَّةَ الولدِ المُشينِ
و يمضي الفتيةُ الحمقى حيارى
كعهدهمُ إلى القبرِ اللعينِ
يعاتبُ بعضُهُم أقوالَ بعضٍ
و يحتكمُ المدانُ إلى المُدينِ
إذا تركَ الديارَ عريفُ قومٍ
فإنَّ القومَ في الدَّرَك المهينِ

بقلم  * فارس بن جدو*
( بحر الوافر )