المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

الجمعة، 19 يناير 2018

على لسان الثرى/بقلم الشاعر فارس بن جدو / الجزائر


L’image contient peut-être : 1 personne, gros plan et intérieur

على لسان الثرى
أبي : قدْ كنتَ لي حصناً منيعَا
و جيشاً حينَ أطلبُ من يَقِيني

أنادي منْ بساحِ القبرِ مهلا
و قدْ جاوزتُ مقدارَ اليقينِ
فما ردَّ الجوابَ عليَّ ريحٌ
و لا نطقَ الدَّفينُ و لوْ لِحينِ
إذا رحلَ الحبيبُ فغسِّلوهُ
و نادواْ منْ يصيحُ على الدَّفينِ
و قولواْ للفتى سيعودُ يوماً
لتَخلفَهُ على صونِ الجبينِ
أباكَ أباكَ إنْ تلقاكَ شعْثٌ
منَ الدُّنيا على ظهرِ السَّفينِ
بساطةُ والدٍ يمشي قريراً
أحبُّ إلى الورى من غيرِ دينِ
و ضحكتُهُ كعزفِ النايِ بوحاً
يفتِّشُ في الهوى رغْمَ الأنينِ
فيحملُ قفَّةً بيدٍ تُغنِّي
و تهزجُ للرَّغيفِ منَ الحنينِ
و يجلسُ مثقلا بالهمِّ طوعاً
فيدعو دعوةَ القاضي الأمينِ
و حولَه خمسُ فتيانٍ حيارَى
يقلِّبُ بينهُمْ أحجارَ طينِ
يموتُ الوالدُ المقهورُ يوماً
فيغدو قصَّةَ الولدِ المُشينِ
و يمضي الفتيةُ الحمقى حيارى
كعهدهمُ إلى القبرِ اللعينِ
يعاتبُ بعضُهُم أقوالَ بعضٍ
و يحتكمُ المدانُ إلى المُدينِ
إذا تركَ الديارَ عريفُ قومٍ
فإنَّ القومَ في الدَّرَك المهينِ

بقلم  * فارس بن جدو*
( بحر الوافر )

0 التعليقات: