المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

الجمعة، 23 نوفمبر 2018

شفى الزيزفون / الشاعرة رولا أبو صعب / سوريا


شفى الزيزفون

* * * * * * * *
ونجميَ التوأم
في سماء الروح
قوة مجهولة
تلفظ الأنفاس في عروقي
وهجَ يقين
يتسع احتراقي خلف حدود
رعشاتي العابرة للنور
في يدي الظامئة
نبض حائر مبعثر الضياء
يلهو كغيوم ليل خافتة
مضمّخةً بعطر ثوبها الأزرق
على أعتاب الحلم
ترفّ فراشات أصابعي مولعة
من الحنين
تلامس منتشيةً قناديل الشجن
أومأت برمشةٍ قاسيةٍ من القلب
أن اسكبي في أروقة النفس
أصوات وحدتنا
رشفة ضوء من أقداحٍ مترعة
بخمرة الروح
يحار نبضها من وميض النبض
المبرق على رحلة الفجر القادمة
مع المدى
حيث ينام البنفسج بجانب البنفسج
أفنان عطر
واسعة المد
مطمئنة للمسة النُعاس الهامدة
على حواف الوسن
ينساب الهدوء على النوافذ 
وصوت الضياع الغامض
فوق تلول الشوق السادرة
يسافر كغيمة خلف خطوط المطر
ماضرَّه لو نزل في خاطري
ريح الخزامى !
أو كان نسمةً على شفى الزيزفون
ناياً يغني !!
رولا أبو صعب 

* قُلتُ لكِ سلمى * / بقلم الشاعر محمود صالح /فلسطين

L’image contient peut-être : 1 personne

* قُلتُ لكِ سلمى *

لا تمنحي الوعْدَ خصْرَ فراشاتِك
لا تُرجِّحي كفَّةَ مِيزانِه 
لا تدُقِّي في أكُفِّهِ أسرابَ قُبَّراتِك
دعي رغيفَهُ جائعًا بلا سخاءِ سنابلِك
حَرِّمي عليهِ طُغْيَانَ سَروِكِ 
وافْطِمِيهِ عن الملاحِمِ والأساطير
سلمى .. أنا لا أنتظرُكِ .. لا أنتظرُ أحدًا
لكنَّها أنهارُكِ العالية 
دائمًا تسْبُقُني إلى الينابيع
تاركةً جداولي تُطاردُ الزَّبد 
وما نَذَرْتُها للرِّيح 
وما راهنْتُ على همْزةِ وصلٍ لا تصِل
أنا لا أنتظرُكِ .. لكنَّني ما أزالُ 
في ظلِّ قراصنةِ الأرضِ ولُصوصِ السَّماء
أجُرُّ طرائدَ عينيكِ
أرمي المواعيدَ العمياءَ بسِهامِ " كيوبيد " 
والمسافاتِ العرجاءَ ببوصلةٍ عذراءَ 
أنا الذي صوَّبتُ أسئلةَ الهوى 
في كلِّ الاتِّجاهاتِ
ما أصبتُ جوابَ القَمْحِ 
سوى في حقلِ رِمايَتِك
قُلتُ لكِ سلمى .. 
علينا أن نتَقلَّدَ سيفَ الشِّعرِ جيِّدًا
كي نقْتَصَّ من فَوضَى الأيَّامِ 
ونُقاصِصَ نَزَقَ الأزمِنَة
وها أنا كلَّما أغمضْتُ مُقلةَ الدُّروبِ 
استيقَظتْ شوارعُ القدسِ العتيقةُ
وحلَّقَتِ الحمائمُ فوقَ مآذنِها
وكلَّما احْتَطَبْتُ جِذعَ المنافي 
شهقَتْ قامةُ الزَّيتون
وكُلَّما قطعْتُ رأسَ الماءِ 
تَطَاوَلتْ هامَةُ الغرق
قدرُنا أنْ نطلُعَ مِنْ يُتْمِ الأزهارِ 
ونصرُخَ بأوجاعِ أجملِ العصافير
لِيُزهِرَ حُبُّنا في صلاةِ الرُّهبانِ والقدِّيسين
سلمى .. 
أقدامُنا الصغيرةُ لا تتَّسعُ لبراريكِ الشَّاسعة
وما علينا سوى انتظارِ هِلالِ عيدِك
كلَّما انتهى صومُ الفقراءِ والمُشرَّدين
ذاك هلالُكِ فلا تترُكي الجِراح
تجودُ بالبَدْرِ في سماءِ القصيدة

********
** يا حبيبي .. لن يسقُطَ الحبُّ
كتفَّاحةٍ فاسدةٍ من قلوبِنا
مادُمنا نهُزُّ أكتافَنا ونرقصُ للحياة
كانَ عليَّ أنْ أحتمي بمِظلَّةِ هواك
قبلَ أنْ أخُطَّ عناقيدَ رذاذِك
أيَّها العرَّافُ ..
وأنتَ تقرأُ كفَّ البيادرِ دعْ قلبَها للبلابل
لا تَدَعْنا نُفتِّشْ عنْ سُنْبُلاتِ خَفْقِهِ
في خُراااافَةِ الحَصَاد 🌳🌳
********
" أناقة الغياب "
* شاعر الزَّيتون *
الشاعر  محمود صالح / فلسطين