المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

السبت، 1 سبتمبر 2018

لعنة الانسانية بقلم الشاعرة لمى سلمان المتني/سوريا

L’image contient peut-être : 1 personne, sourit, plein air et eau

لعنة الانسانية 

-----------------
هذي الروح
تتمرد على جسدٍ
ممزّق ...
تطردُ الصبوات من عميقِ جذوره ...
مثلومةً بانهياراتِ الصباح
الذي خارَ بين أكتافِ الحقدِ البارد
بجذوةٍ محمرّةِ الأخاديد....
أمشي بين تلولِ اللوعة
حافيةَ الأمل
مركزةً انتباه المقل
على سراديب موتٍ مغشيةٍ
بضبابٍ عثّ
وأسوارِ ظلامٍ متصدعة ...
أبحثُ
بين
غفواتِ الضمير
وأنيابِ الشّر
عن لقمةِ خيرٍ
أمضغُها بفارغِ الحزن ...
لأسدّ رمقَ الألم
الذي اجتاح النهار
في سويداء قلبي
المحترق ...
...
هذي الروح
تسري من باكورةِ الرّيح
عاصفةً بفجرٍ فاتر الشروق
لتقتنصَ سكون الليل
بلهيبٍ غامض المدى ...
وحنجرةٍ متناثرة الصدى ...
متوقفةً عن الغناء
برحيلٍ آثم ...
تنادي قهرها
فتتقطعُ حبال السماء
...
موتٌ مبرمجٌ
بلعنة الانسانية
يفرّ من دهاليزِ العتمة
مكسّراً أنغام الحلم التائه
وبقايا حياةٍ متّكئة على
شفير غفلة ...
...
دونَك الرحمةُ أيها النازفُ غدراً
فلن نترك مجاذيفك
تمخرُ عبثاً
بحرَهم اللعين ...
سنردمُ متاهات الحيرة
في أقداحِ سُكرتهم
مجتاحين ضبابيّتهم الهزليّة
و ظلامهم الأعور
بندفات صمودٍ
وزخات عنفوانٍ
وكثيرٍ من الصّبر الملائكي ..
مغتالين أشباه الرّجال
بغضبنا العاتيّ ...
...
هكذا كان يومنا الأسود
حين زارنا الشؤم
بلحيته المعفّرة بالدم
وخوذته الأجنبية
يرتقُ بسمَته الخبيثة
بالنار و المجازر
وحقل ألغامٍ مزيّف الطعنة ...
لا يحاصرُ أقدام العبور
و لا يوقفُ مسيرة الإباء

0 التعليقات: