المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

الأحد، 30 أبريل 2017

من يغمض نشوة مصباحي ؟ بقلم الشاعر * عصام ترشحاني*


من يغمض نشوة مصباحي ؟

سأشير إلى الصوت الغائب 
ما بين الظل وذاكرتي 
تأتيني رائحة الصورة بشراستها 
تاتي ...بشهيتها الاولى ..
وهشيما"..حين أزاولها تتناثر..
عودي...نغترف الوردة من رعب المعنى ..
لا....لذة تتقن فض عفاف الموتى
لا...حافة ..تتقن رقصة هاويتي ...
عطش ..في الاسم ..وعطر ..في حاشية الصدمة
عودي ..فأنا استخلفت الخفقان على لغتي ..
.........عرش ...للتهجين نصوصي....
لعب بالاسفار ..اوان صهيل الغيمة ..
هل اتجاهل..ما يتخلق عن فيض غرائزها ؟؟
وخفيفا "اعبر آخر ما تكتبه ؟.
للعتمة زهر ..يهتز ...وللسم زعانف جمر ...في فخذيها
كانت تحت الاهداب ..
تراقص خصر السر ..
واثناء غيابي ..اثناء خروج النهر من الفردوس الآخر..
تتجول في الانفاس..وتترك في الصمت الراعش قبلتها .
............
هي ليست بيتا"للغزوات ..وليست ..
جسدا"في الاقواس ....
اثناء غيابي ..وملابسها. فوق الكلمات ...
 كانت /مطرا"يشعل بيتي /


* عصام ترشحاني*
L’image contient peut-être : 1 personne, nuit et gros plan

تدوير...بقلم الشاعرة *أمينة غتامي/المغرب*

تدوير...

L’image contient peut-être : 1 personne, sourit, gros plan





بعد نفضِ غُبار متاهتها

من شُرفةِ التَّأويلٍ..

تتناسلُ الأفكارُ كالفوضى
تَتنَقَّلُ من ليلٍ إلى نهارٍ
ومن نهارٍ إلى ليلٍ..
على صهوة قصيدة..
 ترضَع ثدي قصيدةٍ أخرى
تبخرَتْ.. ثم أعادت تدويرَ أشلائها
لِتنبَلجَ من فروةِ الرأس..زغبا خفيفا
يُؤثِّث  منابتَ الشِّعر ...في الجُمجمة..
حتى إذا كانتِ الظهيرةُ
وصار الشاعرُ طفلا كبيرا..
غزا رأسَهُ الصَّلعُ....
فحطّ في واحة النسّاك
يُفرغُ دنانَ نبيذه الملكيّ
عطشا واحتراقا..
سعيا وطوافا
حول كعبَة قصيدةٍ
تُبَلْسِمُ جفافَ فَمِهِ
بسَريان نشوةٍ تَفَتَّحَ عطْرُها
كزهرَةٍ في قلبِ الله..


أمينة غتامي/المغرب


لماذا الماشطةُ اليوم؟! قراءةٌ في كتابهِ مبادئ الصّوفية وحكمة الإشراق بقلم *د. أسماء غريب*

 لماذا الماشطةُ اليوم؟!
قراءةٌ في كتابهِ مبادئ الصّوفية وحكمة الإشراق

                                              د. أسماء غريب







  منذُ أزيدَ من ثمانين سنة مضتْ، نشرَ عبدُ الكريم الماشطة بين عامَيْ 1936 و1937م خمسَ مقالاتٍ (1) على صفحات مجلّة (الحكمة) الحلّيّة التي كان يرأسُها آنذاك الصحفيّ رؤوف الجبّوري(2)، جمعها كلّها تحت عنوان واحد هو (مبادئ الصّوفية وحكمة الإشراق)، وهو العنوان الّذي حافظ عليه الدكتور سعد الحداد دون أن يجري عليه أيّ تعديل، مكتفياً بإخراج المقالاتِ في كتابٍ مستقلّ وتحقيقِها وتصويب بعض المصطلحات فيها، مع الحرص على تدعيم الكتاب بسيرة موجزة عن الماشطة نفسه، وعن مساره الفكري وأهمّ إصداراته، وكذا على مدِّ القارئ بترجمةٍ وافية لجميع الأعلام الواردة أسماؤهم في متن المقالات الخمس.
ولقد صدر هذا الكتابُ حديثا (آذار 2017) بالحلّة عن دار الفرات للثقافة والإعلام، وهي الدّارُ التي عُرف عنها اهتمامُها بكنوز التراث العراقيّ وتمسّكها بإحيائها وفقاً لمقتضياتِ العصر وحاجيات الفكر الإنسانيّ داخل العراق وخارجه. ومادمتُ بصدد الحديثِ عن دار الفرات، فإنّهُ يحضرني تساؤل آخر عن المدينة التي تحتضنُ الدّارَ وإصداراتِها، وأعني بها الحلّة. فلماذا الحلّة إذن دوناً عن غيرها من المدن؟
      ليست هذه هي المرّة الأولى الّتي أتحدّثُ فيها عن هذه المدينة سواء في كتاباتي النّقدية أو الشّعرية، إلّا أنّني اليوم أحبّ أن أحاذيها بمنطق آخر، فالحلّةُ بغضّ النّظر عن كونها قِبلة العلم والعلماء(3)، وأعطتْ للفكر والإنسانيّة أسماءَ لامعة في مجال المعرفة بكلّ أبوابها وأصنافها، إلّا أنّها تبقى محاطة بسرّ إلهيّ عظيم يجعلُ منها المفتاحَ الّذي يفتحُ بابَ التّنوير، ليس في العراق فقط، أو العالمِ العربيّ، وإنّما في كلِّ العوالم. فهيّ "المدينة وأيّ مدينة"، الحلّة السّيفيّة (4)، صاحبة مشهد الشّمس وأحد رؤوس المثلّث العراقيّ المقدّس! (5). لذا، فإنّه ليس من فراغٍ أن يكونَ عبدُ الكريم الماشطة حِلّياً، والدّارُ التي نشرتِ الكتابَ حلّيةً أيضا، وكذا المحقّقُ الّذي جمعَ ودقّق الكتاب وقدّمهُ للقارئ الحلّيّ قبل أيّ أحد آخر. فالحلّةُ هي التُّراب الذي يشعُّ نوراً على العالم وإن كان معظمُ الحلّيين أنفسهم قد نسوا أو تناسوا هذا الأمرَ وسط ما مرّ على أرض العراق من مِحن ونكبات، لكنّ أرضَ الحلّة مازالت حيّةً تنبضُ بأبنائها الصّالحين، ومازالت حبلى بالخير العميم، وإذ أتحدّثُ عن الخير، فإنّي أعني بهِ، خيرَ ونعمَةَ تنويرِ العقول والقلوب، وإلّا فما معنى أن يعودَ عبد الكريم الماشطة للظّهور بعدَ كلّ هذه السّنين؟!
      إنّ الجوابَ عن سؤالي هذا يوجدُ في سيرة الماشطة نفسه، فلقد كان الرّجلُ في حياتِه رائداً من روّاد التّنوير، وكان يحرصُ كلّ الحِرص على تحرير العقولِ من خرافات وأساطير الفكر الّتي أكلَ عليها الدّهرُ وشرِب، كما درسَ الفلسفةَ العربية الإسلامية، وكتبَ فيها العديدَ من المقالات والدّراسات، وهو من أوائل من طالبوا بالدّستور في العراق، حينما شكّل آنذاك مع الشّيخ محمد القزويني جمعية سرّية كفرع لجمعية الاتحاد والترقي يُناصِرُ بهَا المشروطية ووجوبَ التحرّر والتجدّيد الفكريَيْنِ (6)، إضافةً إلى إسهامه في الثّورة ضدّ الاستعمار الإنجليزي، متزعّماً معظم الاجتماعات التي كانت تُقام في الأندية والمساجد الحلّية، إلى أنْ أسّس في بداية الخمسينات مجلسَ السّلم والتضامن مع الشعوب على إثر تلبيته لنداء ستوكهولم الصّادر عن مؤتمر السّلام العالمي في 19 آذار 1950، الذي انعقدَ من أجل تحريم القنبلة الذرية.
فهل نحنُ اليوم على أعتابِ حرب عالمية ثالثة تستدعي حشدَ كلّ الطّاقات من أجل بعثِ فكرِ الماشطة من جديد ودعوة النّاس إلى الاهتداء بسيرته كرجل سياسيّ مُحنّك ورجل سلام بالدّرجة الأولى. وهلِ العراقُ اليوم بحاجة إلى إعادة النّظر في فكرة السّلام نفسها مقابل إيديولوجية الحرب والإرهاب الدّوليّ؟ ولماذا، بل كيف يكونُ السّلام اليوم هُو خشبة الخلاص؟
      السّلامُ لا يتَأتّى إلّا بتحرير العقول من ترسّبات وتكلّسات الموروث في كلّ مجالات العلوم، الدّينية واللّاهوتية على وجه الخصوص، وهو الأمر الذي انتبهَ إليه منذ البداية الشّيخ عبد الكريم الماشطة، فشحذ قلمهُ وكرّسه للكتابةِ التّنويرية التي نشرَها في العديدِ من الجرائد والمجلات الحلّية رغما عن قسوة الظروف ومعارضة القوى الرّجعية آنذاك. وكانت النتيجةُ أن تركَ لنا من ضمن ما تركَ، هذه المجموعة من المقالات الخاصّة بأهل التصوّف والعرفان. فلماذا يا ترى وضعَ الماشطةُ التصوّفَ تحت المجهر؟ وعن ماذا كان ينقّب تحت خرقةِ أصحابهِ، وطُرقهم وزواياهُم؟
      إن مبادئَ كلِّ علمٍ عشرة: الحدُّ والموضوع، والواضعُ والاسمُ، والحكم والاستمداد، والمسائل والنِّسبة، والفضل والثمرة. والماشطة يعتبِرُ التصوّفَ من أسمى العلوم وأرقاها وعليه فإنّه كان يجدُ نفسه معنياً أكثرَ من غيرهِ بالوقوف عند حدود هذا العلم وتسميّته والغرض منه لِما رأى في عهده من خلطٍ بين ماهو فلسفيّ وفقهيّ، وبين ما هو دينيّ ولاهوتيّ، وبين ماهو عرفانيّ صوفيّ وماهو مجرّد شعوذة وضلال وتضليل، لذا فإنّهَ آلَ على نفسه إلّا أن يُخصّص المقالةَ الأولى من كتابهِ هذا لقضيّةِ تعريف الصّوفية وطرقهم مُؤكّداً منذ البداية على صعوبة إيجاد تعريف موحّد بسبب كثرتهم وتنوع مذاهبهم ومشاربهم، إلّا أنّ ذلك لا يمنعُ من القولِ إنّهم يجتمعون تحت أربعةِ أصول؛ فهُمْ إمّا على طريقةِ أهل الحكمة والإشراق أمثال الغزاليّ والهروي والجيلاني والشّيرازي وابن الفارض والسهروردي ومحيي الدّين ابن عربي، وإمّا من أتباع الفقهاء المتعمّقين في الدّين والمتعلّقة قلوبهم بنعيم الجنّة ودرجاتها التي وعد الله بها عباده المخلصين، ويؤكّدُ الماشطةُ على أنّ هذا الصّنف الثاني ليس له أيّة علاقة بالصّنف الأول من حيث عدم قدرة الفقهاءِ على الولوج إلى علوم أهل الحكمة والإشراق، ولا على تبيان رموزهم وإشاراتهم، ولكنهم في الوقت نفسه يعتقدون بصحّة مشربهم وذلك لحسن ظنّهم بهم، وأمّا عن الصّنفيْن الثّالث والرّابع فهُم الجُهّال من العبّاد المتقشفين، وكذا أرباب الدّجل والشّعوذة الموجودينَ في كلّ دين وملّة.
ولمن يستغربُ كيف أنّ الماشطة ضمّ الغزاليّ إلى جمع الفلاسفة من أهل الزّهد والعرفان، لا سيما وأنّه قد عُرفُ عنهُ مجادلاته ونقده اللّاذع لهم، فإنّ الماشطةَ يردُّ بسرعة بديهة منقطعة النّظير قائلاً: [...أمّا ماذكره من التّشهير بهم قبلَ التصّوف، كالّذي ذكره في تهافت الفلاسفة فلا كلام عليه، إذ قد كان كسائر علماء الكلام ينسبون الطّامّات إلى الحكماء، ويسندون إليهم الكفر والبدعة، وكثير ممّا ينسبونه إليهم ناشئ من الجهل بمقاصدهم، وقد أوضح صاحب الأسفار أكثر أغلاط المتكلّمين التي يطعنون بها على الحكماء، وقد سبقه إلى ذلك ابن رشد الأندلسيّ وغيره، وأمّا ذكره بعد التصوّف، فكلّ من تدبّر كتبَه الّتي صنّفها بعد الخروج من العزلة كـ (إحياء العلوم وميزان العمل)، وفي ضوء كتب حكماء الإشراق كالسّهروردي المقتول، وصدر المتألّهين، يعلمُ مقاصدَ الرجل ومغازيه، وخصوصاً ماذكره في الكتب المضنون بها على غير أهلها.] (7)
      ونظراً لما كان يعانيه أهلُ الإشراق من اضطهاد واتهام بالزّندقة والإلحاد، ومن مصادرة لفكرهم وآرائهم المُجَدّدة والنّاسفة لمنظومة الفكر الدّيني الرّجعيّ السائد آنذاك، فإنّهم كانوا يعملونَ جاهدين على التستّر واتخاذ الحيطة والحذر من كلّ شيء من شأنه أن يعرّضهم للخَطر، وامتنعَ العديدُ منهم عن تدريس الحكمة والفلسفة بشكل مباشر مُتخفّين أحياناً في جبّة الفقه والتدريس الدّيني كما فعل الغزاليّ نفسه، الذي لمْ يَنْجُ من شرّ الرّجعيين رغم كلّ ما اتّخذه من حيطة، وهو الشرُّ الّذي مازال مُستشرياً لعصرنا هذا، عصر المعلوميات والتكنولوجيا المتقدّمة، والإنسان الآليّ، والهواتف والحواسيب الذّكيّة، والّذي بدلَ أن يُكَرَّمَ فيهِ العُرفاءُ ويُطْرَحَ فكرُهم للتّقييم الجادّ والدّراسات الأكاديمية والعلمية الرّصينة، أصبحنا نرى مُعظمَهُم يضطرّونَ إلى التخفّي وراءَ خيمةِ الأدبِ والفنّ، وليتهُم يسلمونَ، فهُم متّهمون في كلّ حركة وسكنةٍ، فإذا ناصروا الموسيقى مثلاً قيل عنهُم إنّهم أصحاب طربٍ ومجون، وإذا أيّدوا المرأة ونادوا بحقوقها الفكريّة والثّقافية قيل عنهم إنّهم أهلُ فسقٍ ودجلٍ، وإذا ابتعدوا عن رجال الدّين ومهاتراتهم وفتاويهم العجيبة، اتُّهِمُوا بالزندقة والخروج عن جادّة الصّواب، وهلمّ جرّ من المآسي والكوارث الفكريّة التي باتَ يندى لها الجبين.
      ولقد حاولَ الماشطةُ في كتابه هذا أن يجري مُقارنةً بين أهل الكشف والإشراق وبين أهل الفقه والتقشّف، دون أن يفوته الغوص بمنظاره في بعض النواقص التي كان يعيبها أهلُ الفكر على أصحاب الطّرق الصوفية كادّعاء البعض منهم استشرافَ أمور الغيب قائلاً إنّ أكثر المحقّقين منهم ليس له عناية بالحوادث المستقبلية، ومن يدّعي غير هذا فهو إمّا جاهل أو مدّع أو دجّال، ولم يسلم من نقده الصّريح حتّى ابن عربي (8).
ووفقَ ما صرّح به الماشطةُ في مقالته الثانية، فإنّ العديدَ من متصوّفة الإسلام تأثروا كثيرا بالفلسفات اليونانية والفارسية والهندية، فبدا ذلك واضحاً في طريقة تناولهم لقضايا وحدة الوجود والمُثل الأفلاطونية وما يلزمها من كثرة العقول والملائكة، إضافة إلى إيمانهم الرّاسخ باستقاء العلوم والمعرفة عن طريق الكشف والإلهام.
وضمنَ الجوانب الأخرى الّتي تطرّق إليها الماشطةُ بعين النّقد والتحليل، مسألتَيْ الجوع والزّهد اللّتان يحثُّ عليهما العديدُ من أهل التصوّف، فأمّا عن المسألة الأولى فقد حاولَ أن يسلّط الضوء عليها مستشهداً بقول الغزاليّ في كتاب (كسر الشّهوتين): [ليس الإفراط في الجوع هو المطلب، بل الأفضل أن يأكل بحيث لا يُحسُّ بثقل المعدة، ولا يُحسُّ بألم الجوع بل ينسى بطنه فلا يؤثّرُ فيه الجوع، فإنّ ألم الجوع يشغلُ القلبَ، فالمطلوب الوسط، وهو الاعتدالُ والاستقامةُ على السّراط المستقيم] (9)، وأمّا مسألة الزّهد فقد تطرّق إليها في مقالته الرّابعة من خلال مناقشته لنهج الفارابي في الابتعاد عن السياسة وشؤونها من أجل التفرّغ للبحث والكتابة وتحرير المسائل الفلسفية. ولمْ يفُتِ الماشطة أن يتحدّثَ في كتابه هذا عن الطّرق الصّوفية الأخرى بما فيها طريقة الشّاذلي، وبهاء الدّين النقشبندي وجلال الدّين الرّومي وعبد القادر الكيلاني، وكذا أحمد الرّفاعي والتّيجاني رئيس طائفة التيجانية. وقدْ هالني جدّا كيف أنّ هذا الرّجل المتنوّر كان متحفّظا بعض الشّيء على مسألة الألقابِ الّتي كان يبالغُ بعض المتصوّفة في إطلاقها على بعضهم البعض، فهذا قطبٌ، وذاك غوث، وآخر بدل، والرّابع بحر، والخامسُ محيط إلى غير ذلك من الأسماء الفخمة والألقاب الرّنّانة. فهل سنتعظُّ اليومَ؟ وكم من رجل كالماشطة يلزمنا ليقولَ كلمة حقٍّ عادلة في وجه ما نراه اليوم من بدع وأعاجيب في عالم من المفترض أن يكونَ طريق الرّوح إلى الله؟!
إنّ القارئَ لفي حاجة ماسّة إلى كتبٍ مثل كتاب الماشطة، كتب تشرح لهُ وللمتعطّشين للحقيقةِ مبادئَ هذا العلم، وحكمة الإشراق فيه ونحنُ على أبواب زمن استيقظتْ فيه العقوُل، وباتَ المفكّرُون يسعونَ إلى غربلةِ المراجعِ التعليمية الأوليّة والجامعية من آثار فكر لم تَنْتُجْ عنه سوى إيديولوجيات العنف والإرهاب، ومنظومات الأوهام والأحلام والخيالات المغرقة في الغرابة والسّذاجة التي لا همّ لها سوى تنويم العقل البشريّ، والزّج به في غياهب الاستلاب الرّوحي والنفسيّ. وإنّي لأعتقدُ أنّ كتاب الماشطة جاء في أوانه، علّهُ يحفّز العقول على البحث والتنقيب والكتابة أكثر فأكثر بعين التمحيص والتدقيق فيما ينفعُ أبناء هذه الأمّة ويقودها إلى سبيل الهداية والرّشاد القائم على التدبّر والعلم والمعرفة الصّافية الهادفة الملتزمة، فشكرا لمن جمعهُ وحقّقه لنا، وشكراً لمن نشره وجعله في متناول الجميع، ليطّلِع كلّ منّا على غزارة فِكْر وعِلم هذا الشيّخ، وطريقته العلمية البحثة في عرض وجهات نظره ودعمها بسلسلة ثرية من المراجع والمصادر بأسلوبٍ سلسٍ واضح وعميق.



الهوامش:
(1)          - المقالة الأولى: تشرين الأول /1936 وهي من ثماني صفحات؛
-  مقالة العدد الثاني: غير موجودة، وذلك لأنّ الماشطة رحمه اللهُ لم يكتب في العدد الثاني من المجلّة، وهذا ما أكّده متحف الحلّة للدكتور سعد الحدّاد، في يومه 12 آذار 2017؛
-  المقالة الثانية (في العدد الثالث): كانون الأول / 1936 وهي من ثماني صفحات أيضاً؛
-      المقالة الثّالثة: كانون الثاني/ 1937/ 12 صفحة؛
-      المقالة الرّابعة: شباط 1937/ 15 صفحة؛
-      المقالة الخامسة: آذار 1937/ 7 صفحات.
(2)   بغداديّ الأصل، شاعر وصحفيّ معروف، وإلى جانب مجلّة (الحكمة) الحلّية التي أصدرها سنة 1936، أصدر أيضاً مجلّة (الغد) وجريدة (الحلّة) سنة 1937. كان يلقّب بـ (النّبيّ)، وعُرفَ بقصيدة (الرّاهب الأصلع) التي انتشرت سريعا في الأوساط الأدبية لدرجة أنّها أصبحت متداولة بين عامّة النّاس.
للمزيد من التّفاصيل يرجى الاطّلاع على: حسين حاتم الكرخي، مجالس الأدب في بغداد، ط1، المؤسسة العربية للدّراسات والنّشر، بيروت، 2003، صص 359-360.
(3)   د. أسماء غريب، الأمانةُ العظمى في الدّفاع عن تراث وتاريخ الأمم، المحقّق علي عبد الرّضا عوض أنموذجاً، العصرية للطّباعة، العراق، 2016، صص 8/11.
(4)   الشّيخ محمّد باقر المجلسي، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الطّاهرة، الكتاب الرّابع عشر، القسم الأول، مؤسسة إحياء الكتب الإسلامية، قمّ المقدّسة، إيران، 1968، 60/233/55 ص 636.
(5)          النجف وكربلاء والحلّة.
(6)   الشّيخ يوسف كركوش، تاريخ الحلّة، القسم الأول، في الحياة الفكريّة، المطبعة الحيدرية، النجف، 1965، ص 190.
(7)   الشّيخ عبد الكريم الماشطة، مبادئ الصّوفية وحكمة الإشراق، جمع وتحقيق د. سعد الحدّاد، الفرات للثقافة والإعلام، العراق، 2017، ص 24/25.
(8)          المصدر نفسه: ص 37.
(9)          المصدر نفسه: ص 74.



(أول السطر) بقلم الشاعرة * بيداء احمد / العراق*

(أول السط
 
 
(أول السطر)

حيث بَدَأْتْ
تعود بي
أدعي الشوق فلا أتذوّقه
في جوف ذاكرتي تفاصيل
عروقٌ يابسة
ما بللها القربُ
ولا لهفة عاشقي
أضناني البوح
خيباتُ أملٍ...جراح...مَن سببها ؟
النايات المُهَشّمَة
دفءُ تراتيل صوتك في النبض
بعداً ينثر رماد الوقت في عمري
أطلق فراشاتي
مواسم الحصاد
وانْشَغل بِصَخَبِ المرايا
وأحلام مسجونة
لا تُغادرُ مُخَيلتي
تلتهما عتمة صراخ الصمت
فوضويّة عبثية أشيع جنازة القمر
غريبة في الحياة
له ان يقتل حرفي لؤماً
ولي فوق هذا السطر
أن أغفو 

بيداء احمد / العراق

(أول السطر)                                                              حيث بَدَأْتْ
تعود بي 
أدعي الشوق فلا أتذوّقه
في جوف ذاكرتي تفاصيل
عروقٌ يابسة 
ما بللها القربُ 
ولا لهفة عاشقي 
أضناني البوح 
خيباتُ أملٍ...جراح...مَن سببها ؟ 
النايات المُهَشّمَة 
دفءُ تراتيل صوتك في النبض 
بعداً ينثر رماد الوقت في عمري 
أطلق فراشاتي  
مواسم الحصاد
وانْشَغل بِصَخَبِ المرايا 
وأحلام  مسجونة 
لا تُغادرُ مُخَيلتي 
تلتهما عتمة صراخ الصمت 
فوضويّة عبثية أشيع جنازة القمر 
غريبة في الحياة
له ان يقتل حرفي لؤماً
ولي فوق هذا السطر 
أن أغفو 

بيداء احمد / العراق
تعود بي 
أدعي الشوق فلا أتذوّقه
في جوف ذاكرتي تفاصيل
عروقٌ يابسة 
ما بللها القربُ 
ولا لهفة عاشقي 
أضناني البوح 
خيباتُ أملٍ...جراح...مَن سببها ؟ 
النايات المُهَشّمَة 
دفءُ تراتيل صوتك في النبض 
بعداً ينثر رماد الوقت في عمري 
أطلق فراشاتي  
مواسم الحصاد
وانْشَغل بِصَخَبِ المرايا 
وأحلام  مسجونة 
لا تُغادرُ مُخَيلتي 
تلتهما عتمة صراخ الصمت 
فوضويّة عبثية أشيع جنازة القمر 
غريبة في الحياة
له ان يقتل حرفي لؤماً
ولي فوق هذا السطر 
أن أغفو 

بيداء احمد / العراق
(أول السطر) حيث بَدَأْتْ تعود بي أدعي الشوق فلا أتذوّقه في جوف ذاكرتي تفاصيل عروقٌ يابسة ما بللها القربُ ولا لهفة عاشقي أضناني البوح خيباتُ أملٍ...جراح...مَن سببها ؟ النايات المُهَشّمَة دفءُ تراتيل صوتك في النبض بعداً ينثر رماد الوقت في عمري أطلق فراشاتي مواسم الحصاد وانْشَغل بِصَخَبِ المرايا وأحلام مسجونة لا تُغادرُ مُخَيلتي تلتهما عتمة صراخ الصمت فوضويّة عبثية أشيع جنازة القمر غريبة في الحياة له ان يقتل حرفي لؤماً ولي فوق هذا السطر أن أغفو بيداء احمد / العراق


السبت، 29 أبريل 2017

تركتُ سطور الحياة معلقةً .. بقلم الشاعرة لمى سلمان المتني


تركتُ سطور الحياة معلقةً .. 

فوق دفاتر الوجع .. 
ومسحتُ عن كاهلها غبارَ الألم .. 
اعتنقتُ أنواراً وبشائر .. 
وحطمتُ رموزَ القناديل المشرقة .. 
بين ثلماتِ الظلمة ..
ليتني لم أمتْ ..
حتى أعبُرُ موجَ الحبرِ ..
لدربِ النّور ..
وأسرجُ خيل الفكر لمن شدّ رحالهُ وهرب
من دفاتر الظلمة ...
من منا لم يمت ..
بين خيلاء الأمل ..
وعجرفة السعادة ...
وطقوسِ الفرح الغافي
على كتف تلك الحياة ...
يسامرُني حلمي ..
ويرسمُ لي أكفاناً من ياسمين ..
مزروعةً في نبضي ...
أسقيها بسلسبيل حسرة ..
وأوقدها بأصابعٍ من شجر الخيبة ..
أمرُّ عليكَ صدفة
لأجدكَ بين المتاعب ..
تصنعُ سترة النجاة ...
لقلب ماعاد فيه سوى أنفاسكَ الثملة ....
وكؤوسٌ فارغةٌ من حياة ..


لمى سلمان المتني 




كفاك ترحل بقلم الشاعرة *ميرفت أبو حمزة *

كفاك ترحل

 ................
يطوف بأيامي
رحيلك ...!!
يلملم ملامحي
وينثرها على طرقات الوجع
يمكث فوق حبور دفاتري
لتخفق بالحنين
منذ أن تقاسمنا الفراق
وأقسم ألا نلتقي
وأنا أسحب كل يوم ورقة
لأصنع منها زورقا
أقيس به مسافة الدمعة
يبحر على صدري
برياح تمزق أشرعة الروح
أتنفسك
 شهيقا
مختنق
.
.
كلما تفتحت أقحوانة
 وغازل ثغرها لسع القفير
منذ أن خفق بك الحبر
أصبحت سر ثورتي ونجواي
أناديك في وسني
أجس ضوع نبضي فيك
فتغمض عين القصيدة
وتهطل رواية فلكية غادرة
ونجوما أوقدت عيني
بعطرك العالق في خيوط ثوبي
عندما تصادمنا خطأ
 على كتف الطريق
كم كنت بارعا
عندما أطلقت جيوش نظراتك
لاجتياحي
وتمكنت سلطتك
من كل ساحات فراغي
خيولك لا زالت تعدو
في ميادين عمري
ترقص على جرحها أمواجي
فتغرق شطآني
لأصبح أتلنتس أخرى
 تخلى عنها الزمان

أين أنت مني
وأين !!؟؟ ..
سبخات زهر زرعناها
غصون غار ومداد روح
أين أنت من ربيع سقيناه
دمعا و حرارة عناق !؟؟..
أين الأماني الطويلة
التي امتدت من أول شجرة نخل
حتى آخر نفحة بخور !؟
كفاك ترحل والأشواق تقتلني
لا أنسى و لا الحزن ينساني
أعجب كيف تطرحك غلالا
فصول عمري !!
كيف تزهر على وسادتي
 بيادر و ظلالا
يا أيها الرجل الخريفي
قل لرياحك كفاها تعتريني
فأوراقي تشد
على غصونها ارتعاشا
أخاف أن تتعرى من البوح رابيتي
أخاف أن أنهمر
على صبري تشظيا
إذا ما طال برد الشعور
و ندفني غيمك
على أفق الفراق العنيدة
ينحتني غروبك تمثالا ...
فلا يحتضنني موقدك
 و لا تتركني نارك .. حتى أنصهر
أي لعنة طوقت قلبي
حتى غدا طيراً أنت فضاؤه
يقتلني الصنم فيك
أشتعل تيمنا في محراب توقي
ألقي بروحي على أغصان
الانتظار !!
أطلقها عصافير بيضاء
علك تقنصها
وتعيدها إلى جسدي
 كفنا سجاه عطرك
كرمى لكل هذا الحب
ترجل عن فرس النسيان
انتزع أقدام الغرق من طريقي
ألصقني بك أسطورة إغريقية
ودعنا نتكور بروحينا معا
ثنائية وله لا يتشاطرها الطريق
أحارب حتى نلتقي
اغرس روحي في أديمك
لأنبت في دربك شجرة ظل
انتظرتك طويلا ... طويلا
كم أتمنى لو أني
أصبح وطنا رحالك
لاتحط إلا فيه
يا أيها البعيد ....
أهديتك كل معابري
لهفة .. لهفة
 وجعلت من قلبي طريق !!

ميرفت أبو حمزة

الجمعة، 28 أبريل 2017

ماذا أقولُ ..بقلم الشاعرة *لمى سلمان المتني*



ماذا أقولُ 

.. واليراعُ قُدَّ من صبرِ السطور...
والقصيدةُ بجتازها النبض......
وكلّ مايستلقي فوق أوراقي ..
عصيّ الدمع ...
ماذا أقولُ واليراعُ قُدَّ من ألمٍ ... 
وجروحي لوحةٌ مدماةٌ ...
وقصيدتي مضرجةٌ بالأنين ....
أتنافسَ الموتَ بذاك الصبر الموقوت في أحشائك قنبلة ؟ ..
أم تنذرَ أنفاسكَ لدرقاءٍ مسافرةٍ ؟ ..
تعالَ .. واكتبْ وصيّتك على حجر الصّوّان ..
واضربْ ناركَ في الأزيز ..
ليعلو صراخَ البائسين..
وينتشلَ الحزن من الصدور ..
فقد تعبتْ فينا الحياة...
ماذا أقولُ .. والهلعُ من القادم يضربُ فؤوس الروح ...
والحبرُ جف من كوّة الفرح ..
وبات كل شيء ضبابيّ الخط ....
يغشوه غبارَ القبر المكبوت ...
في باطن الحياة ..
ماذا أقولُ .. وقد كبرتُ بحراً.. في غضون دقائق...
لمى سلمان المتني


الخميس، 27 أبريل 2017

Amour simple ... Rachid Maimouni Maroc

Amour simple
=========

Je lui dis aime moi
Elle répond oui je t’aime
« Est-ce vrai que tu m’aimes
?Ne serait-ce pas un rêve »
:Elle sourit et murmure
Faudra-il que je jure
Pour que tu me croies
Non ma chère , pas du tout
Je délire c’est tout
Ma chérie , t’en fais pas
Je sais que tu me dis
Des choses de ton cœur
Je ressens dans tes mots
Le parfum de la fleur
Je dis embrasse moi
Elle sourit sans rien dire
Mais je sais que ses lèvres
Dessinent un beau baiser
Que personne ne peut lire
Sauf moi qui délire
Seul moi peux l’écrire
Je lui dis parle moi
Elle se tait un moment
Puis rougit et soupire
Je perçois sa réponse
Dans l’écho du silence

-
Rachid Maimouni
Maroc


حين تقرع العزلة صوتها بقلم الشاعرة ( بقلم سليمى السرايري )

حين تقرع العزلة صوتها


مثل غربة
مثل قلق
مثل ترسانة فراغ،
تموء ألأمكنة وتتّسع قليلا
موغلة فيها تنهيدة وئيدةٌ
بين صمت و صمت

كالمنافي،
مليئة بالجفاف
 تفيض يبابا
تلك الوردة النازفة على أسلاك
كأمس شاغر، يتأمّل الجدران
يطلق شرنقته إلى مدن بلا عناوين

هناك،
كانت تقرأ تدويمَ الحمائم ِ
لا تعرف كم عددَ الفصول
حين يكبر الخريف
وتنأى الذكرى بعيدا....

تمدّ أصابعها من بوّابة راودها النعاس
تسأل فجأة:
لماذا لا أفرُّ من وجهي
حين ينضحُ الماءَ المفتوحَ على بحر قرب حجر ..؟
مرهقة،
تعودُ من الحلم
لا شيء غير جسد أضاع بريقه في غفلة من القلق.

حين تختلف الأشياء،
نلمح النوافذ تطير
الشوارع تسقط في الجوع،
العزلةَ تقرع صوتها المملوءَ فراشات
والبياضَ يفتح فاها للعنب....

نلمح آلهة ترحل إلى معابد في آخر الطين
وزخرفةً مازالتْ تُحصي
عدد الأميرات اللّواتي نسين أنوثتهنّ
في حفل تنكّريّ

حين تكتم شهواتها في بُردة الاحتراق،
في الأسر تصلُ عربات الأرق
يعلو هتاف الغضب
وهو يقصف الأشياء الغريبة
الأشياء القتيلة
والأشياء التي لم تصل بعدُ.

بقلم  *الشاعرة سليمى السرايري *



تعليقات