بغــــدادُ يا وَجَعــاً يسافـــرُ فــي دمـي
بغــــدادُ يا وَجَعــاً يسافـــرُ فــي دمـي .. في ذكرى احتراقها و الضياع ..
بغـــدادُ يا وَجَعــاً يسافــرُ فـي دمـي ... و صليـلَ أنّـــات العــَـذابِ بأعظمـي
أوّاهُ يـــا أمّـــي و شهـقـــة خافقـــي ... وجـــــعَ الدَّفــاترِ و انطفــاءَ الأنجـــمِ
كانت بشاطي الكــرخِ تسبـحُ نجمـةً ... هـي و النــوارسَ في المـدار المُلهــِـمِ
و اليـــوم يبكـي و الرُّصــافةُ نخلُهــا ... و جثـا الرمادُ على الرصيف ألمظلـمِ
أُوّاهُ يـــا ثــــديَ الحنـــين بأضلعــي ... حُـــزن الرَّبــابة و النيـــاق الحُــــوَّمِ
لِمّي شَتـاتَ الــرّوحِ يذبحني النـــوى ... و لواعـجُ الحـرمانِ تقطــرُ مـن فمي
يا نبعَ باهي الشمسِ في وَهَج الضُّحى ... و أنـا أدورُعلى الضلالة مـن عمي
أوّاهُ يـــا روحـي يفطّــرها الأســى ... وهَــجُ الحنـينِ الآن يسبـحُ فـي دمـي
يــا حبّـــذا ظِــلّ النخيـــل يضمّنــا ... و نتيـه فيهـا شــوقَ عُصفــورٍ ظَمِــي
لــو أنّ قبــراً بالعــــــراق يلفّنــــي ... لبــرأتُ وجـــداً مـن جحــيمِ تَهَـــوّمي
و لجُـلُّ مـا أخشـاهُ سرمــدُ غُــربتي .... و يــدومُ مــن بعـــد الممـات تظلَّمـي
و تــذلّ مـا بعــد المــواتِ قُبــورُنا ... ظـلّ الغــريب رحى الدَّمـارِ الأعجمي
حتّـامَ أُوغـِلُ في الـدّروب أجـُـرُّها ... أعـــوادُك الخـــرساءُ تصلبُ مَــأتمي
مـن لي قميصَـك يا عـراقُ أشُمّـُـهُ ... بـُـــرءاً يفيـقُ دُجـى عَمـايَ و مَــألمِي
أحمـد القيسي

0 التعليقات:
إرسال تعليق