المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

السبت، 1 يوليو 2017

جلَسَتْ تُسهِّدُ طرْفَها وتُفكِّرُ بقلم الشاعر*الحضري محمودي*

L’image contient peut-être : 1 personne

جلَسَتْ تُسهِّدُ طرْفَها وتُفكِّرُ

والرّوحُ في فَلَكِ الحبيبِ تُسَفَّرُ 

طالَ الحنينُ بصبْرها فتعذّبتْ
والدّهْرُ لمْ يُنْصِفْ وباتَ يبعْثرُ

وتساءَلَتْ والكَفُّ يُسْنِدُ رأْسَها
ألكُِلِّ هذا الحدِّ وجْدًا أشْعُرُ؟ 

أتُسافرُ الأرْواحُ حيْثُ مرادُها
ويَحيقُ بالأجْسامِ شوْقٌ يعْصِرُ ؟

أتجاذُبُ الأرْواحِ يمْنحنا الهوى
ونذوبُ في التّحْنانِ لمّا نُهْجَر؟

آهٍ وليْت الجسْمَ يلْحقُ روحَهُ
والشّوقُ يقْتلُهُ الوصالُ ويُقبِرُ

مدّتْ يدًا نحو الحقيبةِ فجْأةً
واسْتلّتِ الجوّالَ شعْرًا تنْظرُ

تُلْقِي بإعجابٍ غزَا نبَراتِها
في كلّ بيْتٍ والملامحُ تُظْهِرُ

عجبًا تقولُ وقد تقاطرَ دمعُها
والدّمْعُ من أثرِ التّشوّقِ يقْطرُ

عجبًا له ولِعَـزْفهِ ولُحُونِهِ
هل كان يدْري أنّني أتصحّرُ؟

فالجدْبُ يعْوِي في حنَايا أضْلُعِي
وجَفافُ ريقِي بالتَّشَقُّقِ مُنْذِرُ

لاشيْءَ في أُفُقِ العجافِ مطَمْئِنٌ
والآهُ ريحٌ ساخِنٌ لا يُـثْـمِرُ

أَنَّ الجوى فى خافِقِي متألِّمًا
والشِّعْرُ يَشْفِي والقصائد تُمْطِرُ

ما أرْوعَ الألفاظَ في توْصيفه
وكأَنَّهُ يحْيَا الظّروفَ ويُبْصرُ

يا ليْتني معهُ كخاتَمِ بِنْصَري
أو بِنَْصَرٌ ولَهُ اللّصيقُ الخِنْصرُ

لأُِعيذَهُ من شرِّ حاسدةٍ رنَتْ
وأُحيطَهُ بطريقَةٍ لاتخْطُرُ

ياليْتَ يُسْمِعُني القصيدةَ حاضرًا
ليثُورَ نبْضي كيْفما أتَصوّرُ

وأَتُوهَ بالعينيْنِ في نغَماتهِ
وأطوفَ حيْثُ الشاعرُ المُتخمِّرُ

وأعدّلَ الأنفاسَ حسْبَ طقوسِهِ
والشِّعْرُ يُثْمِل خافقي ويكرّرُ

ياللسّعادةِ لوْ سكنْتُ بحضْنِهِ
دهْرًِا قصيرًا والغرامُ يُقصِّرُ

وأعيشَ حُلْمي واقِعًا مُتَجسِّدًا
في حضْرةِ الوصْلِ الذي أَتخيَّرُ

وأرى السَّعادةَ في جِنانِ وِصالهِ
كَأَمِيرةٍ في قصْرِها تتَبخْترُ

كلُّ القُصورِ قصيرةٌ في خاطري
والقصْرُ قصْرُ الوَصْلِ لا ما يُشْهرُ

ذهبتْ بها الأحْلامُ نحْوَ مُرادِها
كالنّهْرِ يجْرفُ في اتِّجاهٍ يحْدُرُ

وبِرَنَّةِ الجوَّالِ عادَ خيَالُها
وإذا بِشاعرِها الحبيبِ يُبشِّرُ

في بيْتِ شعْرٍ واحدٍ أفْضَى لهَا
بِمُفاجَإٍ عجِلٍ وفيهِ السُّكَّرُ:

(إنِّي على وشَكِ الوُصولِ فهَيِّئِي
لِلْوَصْلِ مايخْفِي الفؤادُ ويُضْمِرُ) 

شهِقتْ وعادَ النّبْضُ منْ تلْقائِهِ
يُحْيي رميمًا في الفُؤادِ و ينْشُرُ

نهضتْ إلى المِرْآةِ تمْسحُ غَبْرةً
والشّوْقُ محْتضِرٌ وكادَ يُغرْغِرُ

والنُّورُ في الوَجْنيْنِ جفَّفَ عَبْرةً
بِتفَتُّحِ الأَوْرَادِ لمَّا تُزْهِرُ

من تحْتِ عيْنٍ شَعَّ بُؤْبؤِها هَوًى
كالنّجْمِ في ليْلٍ بَهيمٍ يُبْهرُ

والمِرْودُ المنْسِيُّ نطَّ مُحمَّلاً
كَيرَاعةٍ شاقتْ وحَنَّ الدَّفْترُ

لِيَخُطَّ سطْرَ السّحْرَ بيْنَ رُمُوشِها
والكُحْلُ في العينيْنِ سحْرًا ينْثُرُ

وغضاضةُ الشّفتيْنِ غابَ جفَافُها
وتهلَّلَ الوجْهُ الجميلُ النَّـيِّرُ

دفعَتْ بفُسْتانِ اللِّقاءِ لِقَدِّهَا
فاشْتدَّ ميْسٌ عنده وتضوُّرُ

واللّوْنُ خيّرَهُ القَريضُ مُسبَّقًا
حُلْوٌ كزَهْرِ اللّوْزِ لمَّا يظْهرُ

والعطْرُ تعْشَقهُ العَواطفُ طيِّبٌ
يُنْشِي ويُدْمِنهُ المِزَاجُ ويُسْكِرُ

رقصَتْ لها الأَوْصالُ أجْملَ رقْصةِ
بِرَشاقةِ الغزْلانِ لمّا تذْعُرُ

فركتْ يديْها والدَّقائقُ صعْبةٌ
والوقْتُ عنْدَ الصَّبِّ ليْسَ يُقَدَّرُ

ورنَتْ من الشُّبَّاكِ خلْفَ سِتَارهِ
والثّـغْرُ دنْـدَنـةً يُعيدُ ويُصْدرُ

الحضري محمودي 2017 /6/27

0 التعليقات: