المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

السبت، 1 يوليو 2017

يا بغداد بقلم الشاعر*د.عماد الأطلباني *


L’image contient peut-être : une personne ou plus, arbre et plein air
يا بغداد  

تَبْقىٰ عُيون ُ المَها و الجِسْر ُ و النَّهْر ُ
و الحُبّ ُ يَبْقىٰ و يَبْقىٰ الشِّعْر ُ و السَّمَر ُ
و الشّاطِئان ِ و عَزْف ُ المَوْج ِ أُغْنِيَة ٌ
و لَجَّة ُ الماء ِ فيها يَسْبَح ُ القَمَر ُ
و مَجْلِس ُ الأُنْس ِ بالسُّمّار ِ مُنْعَقِد ٌ
كَأَنَّهُم مِن بَهاء ٍ أَنْجُم ٌ زُهُر ُ
و عازِف ٌ فَطِن ٌ ( يا ليل ) تُنْعِشُه ُ
و الآه ُ فيها هُموم ُ الأَرْض ِ تَعْتَصِر ُ
و زَوْرَق ٌ ثَمِل ٌ يَغْفو علىٰ حُلُم ٍ
أَعْياه ُ طول ُ اعْتِساف ِ اللَّيْل ِ و السَّهَر ُ
و خَلْف َ وارِفَة ِ الأَغْصان ِ مُخْتَبِئ ٌ
واش ٍ تَرَصَّد َ حُبّا ً طَلّ َ يَنْتَظِر ُ
مَدينَة ُ السِّحْر ِ و الإِلْهام ِ ما بَرِحَت ْ
لِأَلف ِ لَيْلَة ٍ في أَرْجائِها صُوَر ُ
و شَهْرَيار ُ و عِقْد ُ الغِيد ِ ما انْفَرَطَت
حِسانُه ُ و عَبير ُ المِسْك ِ و الحَوَر ُ
و دِجْلَة ُ الخَيْر ِ مُنْسابا ً علىٰ وَهَن ٍ
تَقُصّ ُ أَمْواجُه ُ أَيّام َ مَن غَبَروا
مَدينَة ُ الشِّعْر ِ إِنّ َ الشِّعْر َ أَبْدَعُه ُ
ما كان َ كَالغَيْث ِ مِن سَمْحاء َ يَنْهَمِر ُ
مَدينَة ُ العِزّ ِ كَم شَرّ ٍ أُريد َ بِها
لٰكِنَّها بَقِيَت تَزْهو بِها العُصُر ُ
و ظَلّ َ مَجْدُك ِ يا بَغْداد ُ مُؤْتَلِقا ً
تَتيه ُ زَهْوا ً بِه ِ الأَسْفار ُ و السِّيَر ُ
تَبْقىٰ المَآذِن ُ يا بَغْداد ُ مُعْلِيَة ً
صَوْت َ الإِلٰه ِ و يَفْنىٰ مَكْر ُ مَن ْ مَكَروا
إن ْ فَجَّروا فيك ِ يا بَغْداد ُ حِقْدَهُم ُ
فَإِنَّهُم فِئَة ٌ لِلْبَغْي قَد فَجَروا
تَبْقين َ يا جَنَّة َ الدُّنْيا و بَهْجَتَها
دار َ الأَمان ِ و عَنْك ِ الشَّرّ ُ يَنْحَسِر ُ
يا قِبْلَة َ الأَرْض ِ يا بَغْداد ُ تَجْمَعُنا
نَطوف ُ حَوْل َ مَغانيها و نَعْتَمِر ُ
في كُلّ ِ رُكْن ٍ بِها فَضْل ٌ و مَأْثَرَة ٌ
و قَد رَواها أَديم ُ الأَرْض ِ و الحَجَر ُ
و حَقّ ِ سِحْرِك ِ يا بَغْداد ُ كُلّ ُ هَوى ً
يَضْوي و يَبْقىٰ هَواك ِ الدَّهْر َ يَسْتَعِر ُ
في ( الأَعْظَمِيَّة ِ ) لي صُحْب ٌ أَنَسْت ُ بِهِم
و في رُبىٰ ( الكَرْخ ِ ) صُحْب ٌ ذِكْرُهُم عَطِر ُ
و في ( الرِّصافَة ِ ) أَخْدان ٌ عَلقْت ُ بِهِم
يَهْتَزّ ُ مِن غِبْطَة ٍ قَلبي إِذا ذُكِروا
مِن عُنْفُوانِك ِ يا بَغْداد ُ قَد نَهَلُوا
فَخْرا ً و ما غَرَّهُم شَئ ٌ و ما بَطَرُوا
فِدى ً لِعِزِّك ِ يا بَغْداد ُ ما مَلَكَت ْ
أَيْمانُنا و عَزيز ُ الوِلْد ِ و العُمُر ُ

د.عماد  الأطلباني 

0 التعليقات: