المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

الأربعاء، 27 سبتمبر 2017

بدون تأشيرة إلى الأميرة/الشاعر الحضري محمودي/تونس

بدون تأشيرة إلى الأميرة

يا شعْرُ طمْئِنْ منْ بها عصَفَ النّوَى
فَاسَّاقَطَ الغَمُّ المُضمَّخُ بالجَوَى
هدِّئْ لها من روْعِها بقصيدةٍ
كعْبيَّةٍ زخَرتْ بألْحانِ الهوَى
لطِّفْ مواجِعَها بِبلْسَمِ شاعرٍ
لمْ ينْسَهَا أبَدًا وما قَطُّ انْتَوَى
رفْرفْ وزقْزِقْ حوْلَها كمُغرِّدٍ
فرحًا بِعُشٍّ في حدَائِقِ نيْنَوَى
شنِّفْ لها أُذُنًا بلحْنِ صبَابةٍ
لمْ تنْطفِئْ أبدًا وتحْتَكِرُ الدّوا
جفِّفْ مدامِعَها التي بغزارةٍ
سالتْ على ورْدٍ بِوجْنٍ قدْ ذَوَى
وابْعثْ رميمَ غَضاضةٍ قدْ فارقتْ
وازرعْ بها أملاً يرد ُّلها القُوَى
وارْسُمْ على الثّغْرِ المجفَّفِ بسْمَةً
تُحْيِي يَنابِيعًا تدفُّقُها انطوَى
وأَزِحْ عنِ القَمَرِ المُحيَّا غيْمَهُ
ما لاَقَ بالبدْرِ المغيَّمُ إنْ ضَوَى
وأَعِدْ لِمِرْودِهَا زُجاجةَ إثْمِدٍ
حتّى يُغذّيَ رمْشَهَا بعْدَ الطّوَى
وأَمِدَّ بؤْبؤَها الجميلَ تلأْلُؤًا
لِيُطِلَّ سحْرٌ في المآقي قد أَوَى
وامْسحْ على المرآةِ كلَّ غُبارها
حتّى يُرى بدْرٌ على الوَجْهِ اسْتوَى
سرِّحْ لها ياشِعْرُ روْنَقَ شَعْرها
بِبراعةِ الحلاّقِ إنْ حِذْقًا نَوَى
واجْعلْ لها تاجًا بصدقِ مشاعري
ما ظلَّ قلْبُ الصَّبِّ يوْمًا أوْ غَوَى
واحذرْ على شَعْرِ الأميرةِ نسْمةً
إنّي - وتعْرفُني- أغارُ منَ الهَوا
لاتنْسَ رُشَّ رفيع َعطْرَ صبابتي
قصْرَ الأميرةِ كلَّهُ والمُحْتوَى
واطْبعْ على يَدِها الرّقيقةِ قُبْلةً
تعْني مُبايعةً على عرْشِ الهَوى
يا شِعْرُ قدْ بلّغْتُ خُذْ بوَصِيّتِي
إنْ لمْ تؤَدِّ الدَّوْرَ نَفْنَ على السَّوَا
أَدِّ الأمانةَ ياقريضُ بِسُرْعةٍ
فالقلبُ باللَّهَبِ المؤجَّجِ يكْتوَى
الحضري محمودي 2017 /9/26

الاثنين، 25 سبتمبر 2017

جموح /رولا أبو صعب /سوريا



جموح

.........
أضفرُ الليل
كما أضفر شعري
أطلقه أكثر من المعتاد
سويعة التراخي
كل شيء يضيع
وحتى الكآبة داخلي
تنام في عمق الزهور
تبدو الحياة بسيطة
كلما تنسمت قداسة الزعفران
أقاوم العتمة بالتوهج وربما
باشتعالي الذي يخلق النور
خيطٌ وعليه أنشر الهمس
مابين الضلوع
أجفف الصمت براحتي
أصافح الأرواح النابضة
في قوارير الزجاج التي أدمنتها
ليست كمثلي..
بوجه صبوح
الذي يطعم ثلج المنازل
الفاتر
عن ثغر جموح
فوق السطوح...

بقلم رولا أبو صعب Rula Abu Saab
Photo de Rula Abu Saab.

وعدت /سلمى إبراهيم / الجزائر


وعدت 
وعدت إلى شاطئنا 
إلى سفينتنا المتأرجحة بين يدي الأفق 
لأسطورة العشق الممتدة إلى ألف سنة آتية 
ها هي شجيرات الشوق المبحرة 
في عيني تركض نحوك
والعصافير المثقلة بالحنين
تستمد من موجك لحن لقاء
ألف وردة منك تجوبُ دمي
تعلن الثورة على النسيان
****
لك وحدك ينبض القلب
كلما افترشت الحنين
وضمني الليل في ظلمته
يهدهد بكاء الروح
يسقيني جرعات النوم المتقطع بك
و أنا ألقي مرساتي نحو طيفك
أعد هزائمي ..أمامي
عالقة بيني وبيني...يا أنا
****
منذ فراقك
أصبحت طاعنة في الحزن
وهذه الصور الممزوجة بملامحي
تتراقص دمعا
وأنا ألف خيط ذكراك حول معصمي
كلما ولدت فكرة الرحيلِ قُتِلت
و يغدو وجهي مثل غيمة
تتساقط شوقا
غارقة في اللاوعي
معلنة النكران لهذا الصوت
النازف من ظنوني
....
مازال قلبي يرتشف من كأس ذكراك
ودمائي التائهة تبحث عنك
للبحر رسائل أغرقها
صدى الموج المنكسر على صخرة غيابك
و لك وحدك
تذوب شمعتي ولا تنطفئ
تناديك كل أشيائي
تخون السكون وتنتظر قدومك
لعل النور يكون زائري القادم
......
سأمنحك كل الدروبِ إليَ
فتعال قبل أن تقتلني.. أناملي شعرا
....
بقلمي *سلمى إبراهيم*

إلى ليلى/أحلام ملحم / سوريا

إلى ليلى
إلى ليلى
لأجل عطركِ
تغترب قصائدي
فأكتبكِ
وأصابعي خمسة عصافير
تطير إلى أبعد مدى من حنان
أكتب عن ذاك الحبّ
الذي أمسى في خبر كان
أو إنه لحظة فرح هاربة
في الزمان
أو نجم اشتعل ثم هوى
كأزهار الرّمان
أيا ليلى
أما زلت في العراق مريضة؟
تستظلين بعباءته
وتأكلين تمراً من نخل
شامخٍ على ضفاف الرافدين
ومن خمره لقيس تخبئين
أيا ليلى
في أرض الياسمين
أما زلت باكية
على كفّ حبيب تأنّق بالدّم
وعلى معصمك
تلفّين شريط الذكريات
بأسنان الحنين
تحصدين مواسم انتظار لاتنتهي
وطاحونة وقت تطرق رأسك
فتبرق سيرة الحبّ
وتخرج الآه من الآه
من لوعة الفراق
ويحترق الوتين
أيا ليلى
كيف أكتبك؟
وأنا حين أتأملك
تندلق العتمة على مساءاتي
ويدور في رأسي
ألف ألف قيس
على دروب الرياحين
كلهم نسوا ليلى
وحبيبتهم جغرافية وطن
تكالب عليها كل الحاسدين
أيا ليلى
وليس بوسعي أن أحصي
كم وكم ليلى حبيبتي
تسحبني عيناها الحزينتان
إلى تلك المدافن الخرساء
ألف ليلة وليلة
ندخلها خاشعين صامتين
كي لاتزعج أقدامنا
رفات العاشقين الراقدين
تحت أطباق الثرى
وبتنهدة الفجر
نستأنس بالذكرى
نردد ندبات الأسى والحزن
على من خرجوا من بين شفتيّ الحياة
إلى صدر الأرض واقفيين

الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

من وحي اللوحة بقلم / الشاعر غازي احمد ابو طبيخ الموسوي



*
النص:
.......
من وحي اللوحة

،
ها أنا
اقرأ بلاعيونٍ !
كلَّ ما تبقى..
وإنه لمقطع
من جمجمة الميقات الاخير
كاشف عما لاتحتمله
عيون القطيع
اذْ يطلّ بروحي
على اعماق المشهد
بعيدا جدا
حتى
الاقاصي النائية
وقد يتارجح المخاض
قد تبيضُّ بآبي اللحاظ
فلا نرى
الا أسوأ ما فينا
لانرى
الا مستنقع الفجيعة
لكنه
نوع من العمى البصير
يقرأ
بمجسات البحر الغريقة
أنْ لاشئَ
في تلك اللحظة
في صفحة الافق..
أو...
ليس هناك من افق اصلا!!.
إذْ لاضرورةَ للبحث
فإنَّ (فاقد الشئ لايعطيه)
يبدو انه
-ذات الارتكاز
الذي تحدثنا
في ليالي شهرزاد
عن ثمالته
او جهالته
او سكونه الاثير..
ومادمنا قد كشفنا
لعبة الاعتكاف الموات
فدعونا اذن
نفخخ جماجمنا
بالمولوتوفْ!!
انما
ليس هذا الفتيل الذي نعرفه سلفا
هوصناعة شعبٍ مخبوءٍ
بين الضلوع..
مخجلٌ جدا
انْ نرضى
بقوقعة سلحفاةٍ
مدى الحياةِ?!
اما
وقد حدث الوعي
بحقيقة الحال..
ماعاد قوس الاسراء
مكبوحا اذن...
ما عاد طائر العروج
بعيد المنال اذن..
اجنحة العنقاء
تنمو رويدا
والبحر المتماوج
في سريرتي
متفق معي
فكلانا سيحلق
في موكب
يحفُّه بهاءٌُ موقنٌ
وكلانا
سنُحْسِنُ التخلّص
من براثن عشتروت
الشهية القطوف
من مخالب ميدوزا
ذات النفث
وذات الظلموت
هكذا اذن..
بولع جامح
اقرب الى
عشق جلال الدين
اشبه بلهفة بوذا
رغبة
في تقبيل خدود الشمس
اوتفجير القمر الناطق
حتى ليكاد
أن يفتتح افقا جديداً..
وعمقا جديدا..
لا اسم يناسبه
الا ذات الحب العتيق
او ذات الحب الجديد
ها هو ذا
على وشك
ان يطرق باب الحلم
منشدا كورالا جمعيا
مُيمّماً
شطر الجمال القدّيس
المحفوف بالجلال النفيس
بعيدا جدا
عن بروق السراب..
وخفقات اقدام السابله..
هناك
اكون.....

 الشاعر غازي احمد ابو طبيخ الموسوي

Photo de ‎آفاق نقديه‎.

السبت، 16 سبتمبر 2017

مفقود / علي الحسين / سوريا

مفقود
على مرمى حبيبة ٍ مُنكسِرة
مِن حولِك
اخفض رأسك المثقل بالوهم 
واقطف وردةً حمراء
أديمها دمه
تُعيد للغائب بعضاً مِن هيبته
هو حي
أنت ميت
الفاصلُ بينكمآ ريشة واحدة
نقها على عجل
قبل أن تطير..
~
كوني ظلي الثائر
إسألي؟؟
متى يبدأ التكريم
ويولدُ مِن جديد لوحنا المحفوظ
جيوبنا تغصُ بالصور
أكفاننا أغرقها الدمع
ليتكم نسيتم وصايا الله
وسلختم بقايانا قبل الدفن
~~
لا تظلمي الطريق
خانته أقدام العودة
نافذة تنتظر الفارس
عصفورة تعزف لحن الشهيد
من يفهم هذا البكاء
كلما زاد نحيبك
تحرك في الصياد شذوذ القتل
~~~
لا تتبعي سجل الأبطال
على سبيل الإهانة
رفعت الأسماء بقائمة ٍ حيادية
الكاتب بقي في ضميره
بقايا نسي لفظها
بين الأبيض والأسود
تاه تقريره
أوصلني بقائمة رمادية
لا أوسمة ولا لعن
مفقود حتى إشعار آخر
~~~~
حبيـــــبتي
لا تصدقي كذِبهم
لن أعود ..
أنا قطرة ضاعت في بحر
كلما لاح الهوى
تلقطي انفاسي
أو جاد المطر بدمع
كوني للقاء
على العهد وفية
~~~~~
علي  الحسين 
Photo de ‎علي عمر الحسين‎.

*رقصة على موسيقى الدمع*/سلمى إبراهيم /الجزائر

*رقصة على موسيقى الدمع*
في العيد الثاني للفقد
تأتي أو تذهب ....لا يهم
أنا كان لي أب و أم ...و أنا 
وبعض منك ..
خرج مني ....
وصار كموسيقى نشاز
لا تُربكني
و لا تُغريني للرسم على صدركَ
كلما سقطتَ في تفاصيلي
........
ليس لدي صبرٌ على الكلمات المناخية
لا أُجيد لعبة الالتفاف حول المعنى
أو أُسقِطك تائها في غابة مقاصدي....
لا فقد لك
أكثر من امرأة ترفع نظارتك عن اللغة
وتمضي...
تمحو بقع همسك المتورطَة في الصّدق
تقطع ذيل ثوبها
لتبدو أكثر شفافية في غيابك
.........................
و إن حدَثَ على غير العادة
و انشقت أصابعك قبل موعدها
عليك بتجلي أكثر
حتى أعود رمانةً بكامل حمرتها وتوهجها
و أنزل دمعة صقيعٍ من مفصل القرارِ
............
كاستدراكٍ...
لسقوط السنوات من دمي
سئمتُ لعبة تبادل الورد بيننا
والكلمات المتقاطعة
سألقي بفأس التفكير في ضلعك
و أحتضن أرضي بسلام
بقلمي * سلمى إبراهيم*
Photo de Salma Ibrahim Kernani.

بعد ما بكى النسيان حرقته/سلمى إبراهيم / الجزائر


Photo de Salma Ibrahim Kernani.
بعد ما بكى النسيان حرقته
تعال .....
بي شوق للنوم على راحة كفيك
و عناق طينك مازال يغريني 
سأغفر لك تفاصيل العناد 
و أهديك عطر الليالي القادمة
يا إبن أرضي
يا صخرتي الحزينة
أتعبني تفكيرك ..........
من غير...
أناملك تجيد رسمي
و تجيد لعبة الحنين
من غير جبالنا
تعرف شلالات العشق
ونداء الصابرين
والورد الملوح لنا على كثبان الرمل
تعال
لن أنساك ...ما زلت أحبك
ومازلت أرتدي الحماقات
و أرتكب الشعر معصية من دونك
ولم يورثني البعد إلا النبش في عقلي
وثوبَ صمتٍ يليق بكبرياء الأنوثة
.....
تعال يا سيد الغياب
سأغفر لك الترحال
يا راحلا في رجفة صوتي
و في شرايين المدى
لن ينكسر الحلم الأزرق في داخلي
ما دمت بحري وجنوني
بقلمي سلمى إبراهيم

عندما يذهب النسيان للنوم/الشاعرة ربا مسلم/ سوريا








عندما يذهب النسيان للنوم

أصحو 
لأجدني مزدحمة بك 
أسرق وقتا لم يكتب لنا 
أختلي فيه بظلك 
بمحاذاة القبلة الأولى
أرشوه ليشي لي
بأرقام هواتفك
بماركات عطورك
بنوع سجائرك
بمغامراتك العاطفية
بعدد النساء اللواتي قصصت ضفائر أحلامهن
وعلقتها على جدران غرورك
أحتفي بعينيك
أدعوهما لعشاء فاخر
من كافيار الذكريات
أقبلهما ملء الغياب
بأنوثة من شجر وسحاب
من شفق ومحار
أعانقهما ملء عمر أخلفته
لأراقب بصمت مرتعش
نشرتك العاطفية كل نبضة
عساك تمطر ولها
فوق جسد انتظاري
المتربص بك خلف هزيمة عشقية
تفوح منها حرائقك
عندما يذهب النسيان للنوم
أصحو
لأحرس أحلامك وأحنو عليها
من مكائد العطر
من ولائم الشفاه
من وشاية خصر تكيل لوقارك
وأقول لها تصبحين
على عطري وشفاهي
على قلقي وجمر ظلالي
عندما يذهب النسيان للنوم
ألج مراياك
التي كلما حاولت كسرها
انكسر البحر في ّ
لأصاب بحادث مائي
يلقيني سمكة
تنتفض بين راحتيك
عندما يذهب النسيان للنوم
أصحو
أتلو عليك شرائع الحب
أغفر خطاياك
كما تغفر الشجرة للحطاب
أمسح عن وجهك بخار المسافات
أفتش بين ملامحك عن غيابي
هل لا زالت قبلاتي عالقة فوق شفاهك ؟
يا خجلي إن أمست رميما
يالهفتي أن صارت كهارب
لعمر لايأتي ولا يذهب
عندما يذهب النسيان للنوم
أصحو لأهمس لك
هات قلبك واتبعني
لنؤثث منفى يليق بحطامنا
لحظة نبحث عنا ولا نجدنا
ويخلعنا من أصابعه النهر
لتلدنا سحابه فوق شارع الظل
هناك حيث لا نملك حتى حق الإعتذار
من تجاعيد الضوء
فوق بشرة الرحيل
...................
ربا مسلم

تعال/الشاعرة هيام صعب /سوريا



تعال
كل دروب العشق 
مفتوحة للمسير
تنتظر خطوات أقدام
الحلم
تهرب الريح من مداعبة
الشعور
وتعانق بشوق عطر اللقاء
والعشب الذي تقبّله أقدامنا
يستسلم راضياً
لجمال اللقاء
يدي تضحك لعناق
لا يعرف الصمت
والصوت أحال الكلام
لغة للطيور
يبكي الحنين عند انكسار
حلم العودة
تعال
أرواحنا صدأت من طول
الغياب
والصمت المطبق للمقاعد
علمها التآكل
انضوت الدروب تحت
حجارة الأشواق
والحنين يزرع في الصدور
أشواكا متيقظة الوخز
لا تلين
ولا يمكن نزعها بأصابع
الذكرى
يااااكل هذا الصدى في فراغ الروح
أوتار تموء
والصوت عافته الحناجر
بُح وتعرشه اليباس
أوكل الى القلب مهمة النسيان
تعال
قبل أن تأكلنا السطور
وتتبدل الحر وف
قبل أن تطوينا الصفحات
في غياهب الفراغ
وتعلن الرفوف صدأ الزمان
والعيون تقلبنا دون اهتمام
تعال
نفرغ مافي جعبتنا
من أحلام
نسرج لضحكاتنا
سبل الوصول
ثم نعود
نبدل عقارب الساعة
ونسابق الوقت
أيام لا تحملها
أرقام
تعال نعلو فوق أوهام الحياة
نعاقر فرحها
نرتشف سعادتها
ونركب حصن وحدتها
نتجاوز الأحزان
ندرك الحب
ولا ندرك الزمان
تعال
أعد للحب
قلوبنا
ولشرايين الحكاية
دمنا


بقلم  الشاعرة  *هيم  صعب *


الخميس، 14 سبتمبر 2017

كم رتلت فلواته ../عصام ترشحاني/سوريا

كم رتلت فلواته ..
أنثى الكتاب من الوريد إلى إحالات 
الشرود ..
فهناك ما يكفي 
من الشرر الذي 
يلد المجاز ..
هناك ما يعلو ..ليصبح هالة ...
للغامض الأزلي فيه ..
ومهجة ..لشقائق النيران
في دمه البعيد ...
هل خاطب الوحي الذي
ألغى المسافة بين قنديلين ضمهما
أم أنه ..خطف الفراشة وهي
تتبعه إلى اللهب الجديد ؟؟
هو في مقام الإكتشاف وخلفه ..
تتكلم الرغبات فصحاها ..
وترتعش الحدائق قبل ان تأتيه
يرتعش الغموض ويصطلي ...
هل في كتاب الحيرة..الزرقاء ..
سر ..نشورها. ...
أم برزخ ...ما...حوله بحران ..
من ماء الهواجس والشذا ..
لا يبغيان ...؟؟
فبأي آلاء العذوبة يوغلان ؟؟


 الشاعر عصام  ترشحاني 
Photo de ‎عصام ترشحاني‎.


الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

حوار مع الصحفي والشاعر والأديب /الشلال المتدفق د.سعد الحداد / حاورته الشاعرة *سلمى إبراهيم

*الإعلام الثقافي منتج خطير لو أحسن استخدامه في وسائل الاعلام*.حوار  مع الصحفي  والشاعر والأديب  /الشلال  المتدفق  د.سعد  الحداد


من  بلاد  الرافدين  ..العراق  الأبي ..مهد  الحضارات  والزخم  الفكري والإبداعي... يحدثنا  د.سعد  الحداد  عن  خبرته  في  المجال الأدبي والإعلامي  والثقافي  والشعري  ..وهو الذي  لقب  من  طرف  أصدقائه  وأدباء بابل * الشلال المتدفق*  ..يبهرك  بثقافته  الواسعة  وتواضعه وردوده  الرائعة  والذكية 
سألته  مرة  عن  أهمية  نثر الحروف  يمينا وشمال  و والشعر الذي اكتظت  به  الساحة الشعرية فرد  برده الرزين  :* معنى أن تنام على طاولة شعر أنك تصحو على حب ومعنى أنك تنثر حروفك باتجاه واحد ذاك قمر يتسلى على قارعة القلب ... يوقد في الشفتين بسمة من نبيذ *

//...أسجل اعتراضي الشخصي على تسمية النثر بالقصيدة لان للقصيدة تعريف يخرجها من خانة النثر الى خانة الشعر........//
//..المشهد الثقافي العراقي مشهدُ خِصبٌ ، يتفاعل مع كل جديد ، ويبدع في أوج أزماته........//
//..نحن بحاجة  إلى الجهود في خلق ثقافة  الذات......//



السيرة الذاتية  لدكتور  د.سعد الحداد
     سعد بن محمد حسين الحداد . .. ولد في محلة جبران في الحلة سنة 1380 هـ / 1961 م . تخرج في جامعة بغداد – كلية التربية – قسم اللغة العربية  سنة 1985م . عيّن  على ملاك مديرية تربية بابل . عمل رئيساً لقسم اللغة العربية في معهد إعداد المعلمين في بابل منذ عام 2000م وحالياً في إعدادية الجامعة في بابل .
     *حصل على درجة الماجستير في أدب العصور المتأخرة من جامعة بابل – كلية التربية سنة 1999م . وعلى الدكتوراه في الأدب العربي الحديث سنة 2009م.
     *عمل في الصحافة محرراً للصفحات التراثية والثقافية في جريدتي الجنائن والفيحاء (مازال فيها) ،  ومراسلاً لجريدة المدى البغدادية ومجلة الملتقى البغدادية ، ومدير تحرير مجلة شبابيك .
    * أصدر بعد سقوط النظام مجلة ( المحقق ) سنة 2003 م .
     شارك في عدد كبير من المؤتمرات والمهرجانات الثقافية والفكرية والشعرية داخل العراق وخارجه . وحصل على عدد من الجوائز منها جائزة حميد سعيد للشعراء الشباب لدورتين .
     ساهم في تأسيس عدد من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني داخل المحافظة وخارجها منها : جمعية إحياء تراث الحلة وجمعية الرواد الثقافية المستقلة ورابطة المثقفين الديمقراطيين و هيأة الإحياء والتحديث الحضاري في محافظة بابل- ومؤسسة تراث بابل ومركز تراث الحلة  التابع للعتبة العباسية ورابطة السياحة في بابل . وهو عضو اتحاد الأدباء والكتاب – فرع بابل – وعضو مركز الأمير لإحياء التراث الإسلامي في النجف . فضلا عن عضوية عدد من النقابات في بابل .
   *صدرت له الكتب الآتية :
- ذخائر المآل في مدح المصطفى والآل ، دراسة وتحقيق ، بابل ، سنة 2000م .
( دراسة في تاريخ العراق السياسي والثقافي في القرن الثاني عشر الهجري ، ودراسة مفصلة في سيرة الشاعر مير رشيد الرضوي الحائري ، وتحقيق ديوانه المخطوط مع استدراك ودراسة فنية في شعره ).
- موسوعة أعلام الحلة ، الجزء الأول ، بابل، سنة 2001م.
- وثائق من ثورة العشرين ، تحقيق ، النجف ، سنة 2002م .
- أسفار المحبة – ديوان شعر – النجف ، سنة، 2002م .
- محمود حسان مرجان – حياته وأدبه – النجف ، سنة 2002م .
- العودة الميمونة – شعر ونثر – تحرير بابل ، سنة 2006م .
- الحسين في الشعر الحلي – تراجم وقصائد – الطبعة الأولى ، النجف ، سنة 2007م . الطبعة الثانية ، إيران ، قم المقدسة ،  2015م .
- مراقد الحلة الفيحاء – الجزء الأول – النجف ، سنة 2007م .
- أخبار وشعر المساور بن هند العبسي وعبد الله بن سبرة الحرشي ، صنعة ، 2008م .
- السيد محمد علي النجار – سيرة وشعر – النجف ، سنة 2008م .
- ظرافة الأحلام في النظام المتلو في المنام ، تحقيق ،إيران ، سنة 2008م .
- عازف الحرف – شعر ونثر – ، بابل ، سنة 2008م .
- أرجوزة في الفرق بين الظاء والضاد ، تحقيق مشترك ، النجف ، سنة 2008م.
- ديوان الحاج عبد محمد صالح – جمع وتقديم ، النجف ، سنة ، 2008م .
- نشر العلم في شرح لامية العجم – تحقيق مشترك – النجف ، سنة 2009م .
- ديوان الشهيد الشيخ محمد آل حيدر – جمع وتحقيق ودراسة – إيران ، سنة 2009م .
- الشعائر الحسينية – الأثر والأهمية – النجف ، سنة 2009م .
- ديوان الخليعي ، تحقيق ، النجف ، سنة 2010م .
- الإمام الرضا (عليه السلام)، نفحات سيرة عطرة، بابل، سنة 2011م.
- ديوان الحلة- انطولوجيا الشعر البابلي المعاصر، النجف، سنة 2011م.
- ديوان القصة- انطولوجيا القصة البابلية، النجف، سنة 2012م.
- الحُضين بن المنذر- حياته وما تبقى من شعره، النجف، سنة 2013م.
- السلطان أوليجايتو ودوره في بناء مسجد النخيلة ، سنة 2015م.
- ديوان السيد صالح الحلي ، جمع وتحقيق ، بيروت ، 2015م.
- ديوان السيد عبد الرحيم العميدي ، جمع وتحقيق ، النجف ، 2015م.
- ديوان السيد مطر الشلاه الأعرجي ، تحقيق ، بابل ، 2015م.
- حديث الياسمين ( مجموعة شعرية مشتركة) ، دمشق ، 2016م.
- شارك في أبحاث ودراسات مختلفة ، صدرت في كتب المشتركة .
- قدم لأكثر من عشرة كتب في التراث والتاريخ ودواوين شعرية . 
ترجمته في : كتاب موسوعة أعلام الحلة - الوثيقة والابداع _ (تحرير: شكر حاجم الصالحي ) احتفالية تكريم سعد الحداد 2001م ، كتاب شلال حلّي هادر (تحرير : صلاح اللبان) احتفالية تكريم الدكتور سعد الحداد2011م ،  معجم المحققين العراقيين (الفتلاوي) ص 65 ، تكملة شعراء الحلة أو البابليات 2/78 ، شعراء الحلة السيفية ص 250 ، الحسين في الشعر الحلي ص607، مؤلفات الحليين المطبوعة ص54-56. شعراء بابل في نصف قرن ص 41، حلة بابل او بغداد الصغرى 2/ 15- 16 ، موسوعة قسطاس الموازين 3/145، معجم المحققين في الحلة ص 72-73 ، الانسكلوبيديا العلوية 3 /  363 وغيرها .


الحوار
س1-د.سعد  الحداد  ..كيف  تقدم  لنا  نفسك ؟؟
ج1/ سعد الحداد هو باحث ومحقق في التراث ، وربما قرض الشعر ومارس الصحافة (الثقافية) ، لكنه يبقى معلماً ، قريباً من الحرف والدرس والكتاب لما فيها من وجوه متعددة وأفكار ملونة وحياة متجددة . 


س2-لقبت  من  طرف  المثقفين  والأدباء  في  العراق  الشلال  المتدفق  ..حدثنا  عن  هذه  التسمية  أكثر؟
ج2/ صفة محببة وجميلة ومحفزة أعتزّ بها ، أطلقها أحد الشعراء البابليين على العبد الفقير  وهو يواصل حراكه المنوع ، ومايتمتع به بفضل الله  من كثرة الإنتاج المطبوع و تعدد نشاطاته ومساهماته البحثية والتراثية على أكثر من صعيد ثقافي .

س3 -مما يخاف د.سعد  الحداد  أثناء وبعد إنتاج النص الأدبي  .؟؟
ج3/ أخاف من النص نفسه حين يعاكسني وهو يحتفي بأمواجه العاتية ، أو يشاكسني  وهو مرهق كذبول الورد . فاستلال الحرف لبناء النص في حالة الوعي اشد إيلاما وأكثر نزفاً .


س4 -تنوعت  مؤلفاتك  بين  الشعر والفكر  والسيرة  الذاتية  لأدباء وشخصيات مهمة
حدثنا  عن أهم  مؤلفاتك  والأفكار  التي  تستهدفها  كمفكر وشاعر ..؟؟
ج4/ لست مفكّراً إنَّما رجل سلك طريق الأدب حرفة واتخذ من التحقيق منهجاً وهو بين هذا وذاك يتنفس نسائم الشعر ويدبّج المقال لتكون محطات استراحة يتوه في جنائنها سائحاً زاده الحرف الجميل والبلاغة الساحرة

س5-انطلاقا من  عملك  كصحفي  ...هل أنت  من  اختار هذا  المجال الشاسع  والممتد  إلى  كل المجالات  ..أم هو من اختارك ؟

ج4-الصحافة عالم لذيذ وماتع ، وولوجي له لم يأت من فراغ ، للطفولة أثر في بناء التوجه ، أيام كنا نعدّ مجلة صغيرة بأقلام ( الماجك) ونلصق الصور بـ(الصمغ) ونتداولها بين الأصدقاء للقراءة ، وكنا نتفوق في كتابة وتصميم نشرات مدرسية تبهرنا قبل غيرنا فأسماؤنا تتردد على شفاه أترابنا من التلامذة ،  تلك فطرة تحولت الى ولع ورغبة وحب ، غير أنّي لم أتخذها مهنة بل تبقى هواية أمارسها يومياً .

س6- نبقى  في المجال  الصحفي  وخصوصا  في الجانب  المتصل  بالتراث  الثقافي ، هنا  تبرز  علاقة  الإعلام  بالثقافة و التراث  ودورها المتبادل ..حدثنا  عن  مدى  هذه العلاقة  ومدى  التأثير  والتأثر  بينهما ...؟؟
-الإعلام جزء من الثقافة ، والإعلام الثقافي منتج خطير لو أحسن استخدامه في وسائل الإعلام فهو بوابة للحراك المعرفي ومواجهة بين المنتج والمتلقي في قضايا متعددة  يودّ المتلقي  الوصول إلى مبتغاه (فضولاً أو اطمئناناً) عما يدور في خلد المنتج . لذا فالإعلام الثقافي يجب أن يكون حركيّاً وفعالاً في معاييره العامة يأخذ بزمام أمور الأمة نحو بيان الحقائق وطرح الإشكالات وإيجاد سبل وحلول من أجل النهوض بالواقع المرير بعيداً عن المسميات الأخرى التي تفتقر إلى الإنسانية والجمال .       
وللأسف الشديد أن الإعلام الثقافي اليوم محصور في نطاق ضيق تلجه النخبة ولا تستسيغه العامة مما يعني أنه في يمر في دور سبات جماهيري بفضل تعدد وسائل الاتصال وقنواتها التي تسيّدت على عقلية المتلقي العربي . وما يحدث من نشاط ثقافي على المستوى العربي لم يصل الى مستوى الطموح القادر على التفاعل مع الأحداث والأزمات التي أنهكت الأمة بمقدراتها البشرية والمادية . والسبب الأهم في رأيي أن الأفواه مكممة والأقلام خاملة في كثير من الدول العربية بل أن كثير منها قد أصبحت ببغاوات لايهمّها غير تحقيق أهدافها وترك المصلحة العليا الأمة .  

س7-ما  الذي أضافه  عملك  كصحفي  لإبداعك  كمحقق وشاعر ..؟؟
العمل الصحفي أمارسه كهاوٍ ، لكنه أضاف لي الكثير وأغناني بتجارب شتى وأنماط من العلاقات الثقافية والإنسانية ، وعلّمني أن اكون حريصا ومهتماً بنتاج المبدعين دون النظر إلى الأسماء



س8-ما النصيحة  التي  تقدمها  لمن  يعشق  مهنة  الصحافة أو اختارها مهنة  في حياته ..؟؟
أتمنى أن يكون الصحفي والإعلامي أميناً  في تعامله الحرفي لايميل بهواه لجادة الباطل فيكون مرتزقاً شاء أم أبى . فضلا عن أن يطور أدواته وأسلوبه باستمرار لا أن يركن الى نمط واحد بل عليه أن يتغلغل في كل مناحي الحياة ففيها تصقل الموهبة وتنمو الثقافة وتكتمل الشخصية .

 9-ما  رأيك  في ما يسمى  بقصيدة  النثر  أو  الشعر  النثري ، وهل  يعدّ  هذا  النوع  من الشعر تأثراً بالشعر والفكر الغربي أو هو محاولة  لتخليص الشعر من كل القيود وتحريره  وبالتالي  تحرير الفكر وإثراء  الساحة  الشعرية ؟؟
أولا أسجل اعتراضي الشخصي على تسمية النثر بالقصيدة لان للقصيدة تعريف يخرجها من خانة النثر الى خانة الشعر . سمّها ( نصاً ) أو ماشئت من المسميات لأجل المحافظة على روحية التراث العربي الذي حدد الأدب بنوعين (شعر ) و(نثر) ، لكل منهما خصائصه وسماته وإلا لضمَّ الأولون الصنفين تحت مسمّىً واحد دون الحاجة الى التفريق لولا أنهم وجدوا المغايرة والاختلاف بين الاثنين .
أما التأثر فهذا شيء طبيعي في تلاقح الأفكار والحضارات والمعارف الإنسانية ولا ضير في ذلك . لكننا نمتلك في تراثنا ما يشجع للامساك به دون الحاجة إلى استهلاك أعمى . نحن أمة مجرِّبة ولها من خصائص التلاقح ما يحسب لها في إثراء الإبداع ، أَوَ لسنا مَن تجاوز على موروث العمود الى التفعيلة فحطَّم ثوابت شكلية دون المساس بروحية الأصل ودون التنصل من التسمية .  أما الفكر العربي  فهو فكر يعيش السبات الأزلي إلا في حقب مختلفة ينتعش وسرعان مايخبو بفضل القمع السلطوي في كل ارض العرب ، وليس تهشيم الثابت الإبداعي وهدم قواعده هو تحرر فمن غير المعقول القبول بفكرة التحول إلى كتابة النثر باعتباره تحررا للفكر وإثراء الساحة الشعرية . أننا مازلنا عاجزين أمام استيعاب التراث ( الشعري تحديداَ) وفك بلاغته حسب عصره ففيه ما يغني عن الإثراء لثرائه الكبير ، لم نفرك  صدأ ما علِقَ به لنصل إلى روحية الشاعر الذي أنتج وأبدع حسب معطيات عصره .  


س10-ماذا  تقول عن  هذه  الأجناس الأدبية  ..الخاطرة  ..القصة  القصيرة ..الرواية
وهل القصة  القصيرة  تعتبر مرحلة  أولى  للكاتب  يتركها  ساعة نضوجه وكتابته  لأول  رواية  ... أو أن  كتابة  القصة  القصيرة  جنس أدبي  قائم  بذاته ويتطلب  مهارة  وعمق  في الكتابة
الرواية جنس ليس بعربي لكن استثمار العرب له والابداع فيه لم يأتِ من فراغ ، ففي تراثنا الكبير (الحكاية والمقامة) وهما فنانِ يعتمدان السرد ، فضلاً عما يكتنز التراث من الأخبار لأيام العرب وغزواتهم وفتوحاتهم ولهوهم ويومياتهم ومن السير والتراجم والبطولات والأحداث الأخرى التي ملأت مجلدات كبيرة ، وهذا يوفر مساحة مهمة في الغور في مجاراة الآخرين من الشعوب الأخرى والاطلاع على أدواتهم وأساليبهم التي تمكن من سبر أغوارها والاستفادة من الجديد الإبداعي وتطويعه وفق معطيات البيئة العربية والمجتمع العربي.


س11-كيف  تصف  المشهد  الثقافي  في العراق  خصوصا  بعد  كل مراحل الحروب  والتوتر والخلافات  التي مر  بها ومازال  يمر  بها ..؟
  المشهد الثقافي العراقي مشهدُ خِصبٌ ، يتفاعل مع كل جديد ، ويبدع في أوج أزماته ، وبورّد نتاجه لفضاءات عربية وعالمية تحصد جوائز قيمة على مدار السنة في الشعر والقصة والرواية والمسرح والفن بأنواعه وتحقيق المخطوط من التراث العربي والإسلامي .
 الفضاء الثقافي العراقي فضاء معرفي اعتاد على هضم مايفد إليه من صلاح أو فساد لأنه عبر أزمنته المتعاقبة أصبح قادراً على فك رموز الوافد إليه من رسائل مختلفة يستطيع بيسر ان يعرف نواياها ومن خلفها من منتجين ومرسلين . وما الحروب المستمرة على العراق  منذ ثلاثة عقود أو تزيد الا رسائل فساد تُبعثُ إلى أهله لتؤجج الفتن والاضغان بوسائل رخيصة ودنيئة ولما لم تنفع تلك الرسائل من ضمان مردوداتها تحولت الى رسائل دم يسال لا يفرق بين هذا وذاك من شعب يعرف كيف يحول الاطلاقة الى وردة للسلام . من هذا الركام الذي مازال أعداء العراق والإنسانية يبعث المثقف والمبدع العراقي نتاجاته التي تحمل همّاً انسانيّاً راقياً يقدمه باقة أبداع من حب ووئام ومسرات للعالم أجمع دون النظر الى عرق او لون او دين .

12-من  خلال  تأسيسك  لعدة  جمعيات  ومساهماتك  في  العمل مع  منظمات  المجتمع  المدني 
-ما هو  الدور الأساسي  التي تلعبه  مثل تلك المنظمات في المجتمع  وفي المجال الثقافي  بصفة  خاصة .
-هل  نستطيع  أن  نقول أن  الجمعيات  ومنظمات  المجتمع  المدني  لها  دور  ريادي  في الوطن  العربي  على  غرار مثيلتها في الغرب ..؟؟
ج12/ من المفترض أن تلعب منظمات المجتمع المدني دوراً ايجابياً في المجتمع وإلا فهي عقبة من عقبات الإعاقة التنموية . وترسم خريطة المشهد الثقافي العربي بروز المئات من المنظمات والجمعيات التي تتسارع في إعلان تشكيلها ثم سرعان ماتخبو ويأفل حراكها وذاك ناتج عن عدة أسباب تقف المادية في أولى اندثار وغلق تلك المنظمات والجمعيات بعد مدة يسيرة من ظهورها . ولو قيّض لكثير منها من خلال الدعم لكان لها شأن يُذكر .
اليوم لابد ان  تعتمد الثقافة على دعم حكومي ولو محدود لتواصل عطائها المعرفي ونشره بوجوه متعددة كنشر المؤلفات والمطبوعات وإقامة المهرجانات والندوات والفعاليات الأخرى فضلاً عن التواصل الاقليمي والدولي لما له من أهمية كبيرة  في تعزيز عرى التلاقح المعرفي بين الشعوب . وليس من اليسير الاعتماد على مقدرات ذاتية لأنها غير قادرة على الاستمرار في تحقيق مشاريعها . لأننا مازلنا لم نؤسس مثل تلك المؤسسات (الخاصة) الموجودة في بلدان متقدمة التي لها استثماراتها الخاصة بها ، التي بموجبها تحقق موارد دخل تساعد في تحقيق أهدافها الثقافية .. بل حتى تلك المؤسسات في أنظمتها الداخلية ما يسمح لها بالاعتماد على الدعم والمساعدات و الهبات التي تمكنها من النهوض لخلق ثقافة رصينة داخل المجتمع شريطة أن لا تكون بوقاً من أبواق الأنظمة الحاكمة .
أرى أننا بحاجة ماسة إلى تكثيف الجهود في خلق( ثقافة ذات)  أولاً ، ثم ننطلق الى المجتمع وأن نعمل بجد للحفاظ على الهوية الوطنية التي أخذت ملامحها تتلاشى عند الأجيال المعاصرة . خاصة في مثل ظروفنا العربية والإقليمية وما نتعرض له من إرهاب متعدد الأشكال والأساليب ومنه الإرهاب الثقافي المتطرف الذي يدب في جسد الأمة لمسخ قيمها الإنسانية و سلخ تراثها وتفتيته وتحويل الأنظار إلى ثقافات وافدة أو ثقافات مترسبة أكل الدهر عليها وشرب . 
        

.....................................................................................




*سلمى ابراهيم * تحاور الشاعر الفنان العراقي علي جمال




*سلمى ابراهيم * تحاور الشاعر الفنان العراقي علي جمال

علي جمال شاعر شاب فرض شخصه بقوة على ساحة الشعرية بحرفه القوي وأسلوبه المتميز وإبداعه الراقي

نبدة قصيرة عن السيرة الذاتية للمبدع علي جمال

علي جمال الغزي ،شاعر من جنوب العراق ، من مواليد 13 اكتوبر 1989 ، في محافظة البصرة ـ الزبير تحديدا ، نشأ فيها وأكمل دراسته الإبتدائية والمتوسطة ، كتب الشعر الشعبي سنة 2007 ، عضو في اتحاد الشعراء الشعبيين في مدينة الزبير، وانتقلَ بعدها في عام 2012 إلى العالم الأوسع فضاءا والتصاقاً باللغة العربية و كتبَ "قصيدة النثر"

عضو في الهيئة الإدارية المؤسسة "لصالون الزبير الثقافي"

شارك في العديد من المهرجانات المحلية، وشارك كذلك في مسابقة شاعر العراق ، له عدة لقاءات تلفزيونية وإذاعية، مشارك في مجموعة شعرية بعنوان(حديث الياسمين) تضم خمسة دول عربية لواحدٍ وثلاثين شاعر..

له ألبوم شعري (صوّتي)مكون من سبعة نصوص نثرية.







بما أنك شاعر متميز بذوقه وتبتعد عن الروتين وتحبذ الشاعرية والدهشة في النصوص الشعرية

هل الشعر يكتب عالي جمال ..أم علي جمال من يكتب الشعر

ج/ سأستهل إجابتي بسطرٍ كتبته قديما (أنا أرى ما اكتب،لا أكتب ما أراه)..
الشعر يكتب علي جمال من بابِ خارجية التكوين والمعاملة ، علي جمال يكتب الشعر من بابِ باطن المعنى والتصوف والذائقة.
فكلا الأمرين يمكننا أن نمارس طبيعتهما.. لكن لكل خاصيةٍ مسارها و كلٌ ينظم على شاكلته.



بمن تأثر علي جمال من الشعراء ؟؟

ج/التأثير دافع كتابي متوَقَع ، مبني على نفسية الكاتب والمسير .. ما نجده بالمقابل هو خاصية الاستمتاع والتحريض على التأثر ..
شخصيا استمتع بكل جانب ممكن أن يخبئ شيء من الشعر والجمال.



نصوصك الشعرية تتميز بالتكثيف والترميز والقصر في أكثرها ..لماذا أخترت هذا الأسلوب في كتابة الشعر ؟

ج/ الأشياء تمنو وفق وجوهنا ، كيف نسير تسير معنا المسائلة و الذات .. وجدت في هذا الأسلوب ما أجده يشبهني
وما أراه يحرض الآخر على الفضول و حب الجمال .. التمست هذا في الكثير من القراء بمختلف الاذواق و المراتب..
ممكن من هكذا اسلوب أن يختصر الكثير من القضايا والمزايا ، بكل انسيابيته وما يحمل من الايقاعات المختلفة المشوقة للوصول..

علي جمال فنان ومصمم ديكور ..ما الذي اضافه هذا لشخضيتك كمبدع و موهبتك في كتابة الشعر ؟؟

ج/ الفن هو كل الاشياء بذهنٍ واحد ، من المؤكد ان هذا العالم المعبأ بالألوان والحيوية شكل لدي نسبة جيدة في انعكاس روحانيتهِ على ما اشكله من كتابة،
بكل الجوانب التي اجيد بها روحية الفن
سيان عندي في معاملة الاشياء داخلها .. فأنا أوزع سُمرتي عليهن بالتساوي



كان لك مشروع مسرحي شبابي رائد ..هل لك أن تحدثنا عنه ؟؟

ج/ نعم هذا العالم المليء بالحوارات والوجوه .. ليس سهلا جدا ، الخوض في مثل هذا الطريق يحتاج لعقل مدبر وامكانية بتقييم الاشياء .. هي تجربة شبابية لا بأس بالمحاولة في السير على هذا النهج ، المشروع طرح اجتماعي توضيحي (توصيلي) تقوم نبذة من شباب المدينة بعمل مسرحي ليبين انتقاص الحق المثقف والجدير بحمل راية الجدية والمثابرة . وقمع الاصوات وهكذا دواليك....
العمل قيد العمل .. حتى نتمكن من اخراجه بأدق التفاصيل والجمالية،
علما بأن كل الدعم الذي سيتوفر في هذا النَـتاج . هو عدمٌ ذاتي.

نصوصك على رغم من قصرها تحمل الكثير من المعاني ..هناك نص شدني بقوة وهو *قبل الشارع بيوم* ماذا تقول عن هذا النص وكلمة * البلدة * كان مدلولها قوي ومعبر؟؟

"قبل الشارع بيوم"
نص يحفز الحاضر على المقاومة والصمود،وأنَ كل ما ذهب محض ترتيب،
حوار و مخاطبة شديدة بين (البلدة) وسكانها .. وسرد يوميات اهلها ببساطة و مضمون

وهذا هو النص

(قبل الشارع بِـيوم)

اكثري من الشتائم الأفقية أيتُها البلدة،
نحنُ
شخصٌ قديم،
لا يُـغيرُ حِذاءه بالسبَـب ..
تلكَ أبسط ألفاظه الداخلية.
الأمثال المُخبأة في نقدهِ لِغسيلكِ المُكرر: إحراجٌ كبير،
التحفظَ المُعلق في شماعةٍ
تَمْتُ بقرابةٍ لقصبِ الإهانات العَمُودية..
لا يرتكبَ مثلكِ فصاحة العَرق و الأزرار المطلّة على الحَيّ..
اكثري
وأنتِ تسكُبينَ الهُراء فوقَ الشارع الأخير،
كُتبهُ لا تَمرَّ من هُنـا..
نحنُ نعرفُ أينَ يقطن الكلام و كيف تجف الثياب بعيدا عن الثرثرة..

سوفَ تَشيخ الصحف ،ويتحدث عنكِ جُلاس الحوادث و المشادات القروية..
وتنعتكِ المُطلقات بالتصرف و الأحجار الدنيئة..
كلنا لن نأتي:
"السوق ، المَجلات ، الصبية المُغرر بهم ، المقهى ، مِحال الألبسة"
أيتُها البلدة
نحنُ فقط ، سوفَ نموتُ وتكبُرين.



ما هو النص الأقرب إليك والذي يعبر عن المبدع الشاعر علي جمال ؟؟


كل ما أكتبه يشبهني .. لهذا جميع النصوص هي اقرب لي من علي جمال.



سؤال أخير: كيف تصف المشهد الثقافي في العراق بصفة خاصة وفي العالم العربي بصفة عامة؟؟


كصغيرٍ مثلي لا يصف كبيرا كالعراق، المشهد الشعري يضج بالمعاناة والمحاولة
والاعلام وعدمه .. (الاتحادات ، المهرجانات ، الاماسي الثقافية) ليست متوقفة وتنمو بجدارة .. هذا بصورة مختصرة .
في العالم العربي المشهد حي لا يموت ، فالعربي الاصيل تربى على أن يقف

حنين الليل / رولا أبو صعب / سوريا












حنين الليل
.................
أهبُ الليلَ ظلي
لشمس الطرقات المهجورة
لا تغلق الباب من فضلك
ياسيدَ الأوجاع
على جسدي الفضفاض
ضاقت ثياب الأهل
وأتعبتني
طلعة الآه من الصدر الكسيح
فتخيَّل رغبة الأعداء في سُرقة النوم !!
وحشري آخر الليل بعدما ودَّع الاصدقاء
لاشيء غير انكشافي الذي اصطفاك
فهلَّا بذرت النور في زوايا تشردي
يُسقسق الماء المقدّس غُسلاً لروحي
ينسكب المطر السائل عن غيم الحنين
على شرفاتي..

رولا أبو صعب 
Rula Abu Saab