*الإعلام الثقافي منتج خطير لو أحسن استخدامه في وسائل الاعلام*.حوار مع الصحفي والشاعر والأديب /الشلال المتدفق د.سعد الحداد

من بلاد
الرافدين ..العراق الأبي ..مهد
الحضارات والزخم الفكري والإبداعي... يحدثنا د.سعد
الحداد عن خبرته
في المجال الأدبي والإعلامي والثقافي
والشعري ..وهو الذي لقب من طرف
أصدقائه وأدباء بابل * الشلال المتدفق* ..يبهرك
بثقافته الواسعة وتواضعه وردوده الرائعة
والذكية
سألته مرة
عن أهمية نثر الحروف
يمينا وشمال و والشعر الذي
اكتظت به
الساحة الشعرية فرد برده الرزين :* معنى أن تنام على طاولة شعر أنك تصحو على حب ومعنى
أنك تنثر حروفك باتجاه واحد ذاك قمر يتسلى على قارعة القلب ... يوقد في الشفتين
بسمة من نبيذ *
//...أسجل
اعتراضي الشخصي على تسمية النثر بالقصيدة لان للقصيدة تعريف يخرجها من خانة النثر
الى خانة الشعر........//
//..المشهد
الثقافي العراقي مشهدُ خِصبٌ ، يتفاعل مع كل جديد ، ويبدع في أوج أزماته........//
//..نحن بحاجة إلى الجهود
في خلق ثقافة الذات......//
السيرة الذاتية لدكتور
د.سعد الحداد
سعد بن محمد حسين الحداد . .. ولد في محلة جبران في الحلة سنة 1380 هـ / 1961 م . تخرج في جامعة بغداد
– كلية التربية – قسم اللغة العربية سنة
1985م . عيّن على ملاك مديرية تربية بابل
. عمل رئيساً لقسم اللغة العربية في معهد إعداد المعلمين في بابل منذ عام 2000م
وحالياً في إعدادية الجامعة في بابل .
*حصل على درجة الماجستير في أدب العصور المتأخرة من جامعة بابل – كلية
التربية سنة 1999م . وعلى الدكتوراه في الأدب العربي الحديث سنة 2009م.
*عمل في الصحافة محرراً للصفحات التراثية والثقافية في جريدتي الجنائن
والفيحاء (مازال فيها) ، ومراسلاً لجريدة
المدى البغدادية ومجلة الملتقى البغدادية ، ومدير تحرير مجلة شبابيك .
* أصدر بعد سقوط النظام مجلة ( المحقق ) سنة 2003 م .
شارك في عدد كبير من المؤتمرات والمهرجانات الثقافية والفكرية والشعرية
داخل العراق وخارجه . وحصل على عدد من الجوائز منها جائزة حميد سعيد للشعراء
الشباب لدورتين .
ساهم في تأسيس عدد من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني داخل المحافظة
وخارجها منها : جمعية إحياء تراث الحلة وجمعية الرواد الثقافية المستقلة ورابطة
المثقفين الديمقراطيين و هيأة الإحياء والتحديث الحضاري في محافظة بابل- ومؤسسة تراث
بابل ومركز تراث الحلة التابع للعتبة
العباسية ورابطة السياحة في بابل . وهو عضو اتحاد الأدباء والكتاب – فرع بابل –
وعضو مركز الأمير لإحياء التراث الإسلامي في النجف . فضلا عن عضوية عدد من
النقابات في بابل .
*صدرت له الكتب الآتية :
- ذخائر المآل في مدح المصطفى والآل ،
دراسة وتحقيق ، بابل ، سنة 2000م .
( دراسة في تاريخ العراق السياسي
والثقافي في القرن الثاني عشر الهجري ، ودراسة مفصلة في سيرة الشاعر مير رشيد
الرضوي الحائري ، وتحقيق ديوانه المخطوط مع استدراك ودراسة فنية في شعره ).
- موسوعة أعلام الحلة ، الجزء الأول ،
بابل، سنة 2001م.
- وثائق من ثورة العشرين ، تحقيق ،
النجف ، سنة 2002م .
- أسفار المحبة – ديوان شعر – النجف ،
سنة، 2002م .
- محمود حسان مرجان – حياته وأدبه –
النجف ، سنة 2002م .
- العودة الميمونة – شعر ونثر – تحرير
بابل ، سنة 2006م .
- الحسين في الشعر الحلي – تراجم وقصائد
– الطبعة الأولى ، النجف ، سنة 2007م . الطبعة الثانية ، إيران ، قم المقدسة
، 2015م .
- مراقد الحلة الفيحاء – الجزء الأول –
النجف ، سنة 2007م .
- أخبار وشعر المساور بن هند العبسي
وعبد الله بن سبرة الحرشي ، صنعة ، 2008م .
- السيد محمد علي النجار – سيرة وشعر –
النجف ، سنة 2008م .
- ظرافة الأحلام في النظام المتلو في
المنام ، تحقيق ،إيران ، سنة 2008م .
- عازف الحرف – شعر ونثر – ، بابل ، سنة
2008م .
- أرجوزة في الفرق بين الظاء والضاد ،
تحقيق مشترك ، النجف ، سنة 2008م.
- ديوان الحاج عبد محمد صالح – جمع
وتقديم ، النجف ، سنة ، 2008م .
- نشر العلم في شرح لامية العجم – تحقيق
مشترك – النجف ، سنة 2009م .
- ديوان الشهيد الشيخ محمد آل حيدر –
جمع وتحقيق ودراسة – إيران ، سنة 2009م .
- الشعائر الحسينية – الأثر والأهمية –
النجف ، سنة 2009م .
- ديوان الخليعي ، تحقيق ، النجف ، سنة
2010م .
- الإمام الرضا (عليه السلام)، نفحات
سيرة عطرة، بابل، سنة 2011م.
- ديوان الحلة- انطولوجيا الشعر البابلي
المعاصر، النجف، سنة 2011م.
- ديوان القصة- انطولوجيا القصة
البابلية، النجف، سنة 2012م.
- الحُضين بن المنذر- حياته وما تبقى من
شعره، النجف، سنة 2013م.
- السلطان أوليجايتو ودوره في بناء مسجد
النخيلة ، سنة 2015م.
- ديوان السيد صالح الحلي ، جمع وتحقيق
، بيروت ، 2015م.
- ديوان السيد عبد الرحيم العميدي ، جمع
وتحقيق ، النجف ، 2015م.
- ديوان السيد مطر الشلاه الأعرجي ، تحقيق
، بابل ، 2015م.
- حديث الياسمين ( مجموعة شعرية مشتركة)
، دمشق ، 2016م.
- شارك في أبحاث ودراسات مختلفة ، صدرت
في كتب المشتركة .
- قدم لأكثر من عشرة كتب في التراث
والتاريخ ودواوين شعرية .
ترجمته في : كتاب موسوعة أعلام الحلة -
الوثيقة والابداع _ (تحرير: شكر حاجم الصالحي ) احتفالية تكريم سعد الحداد 2001م ،
كتاب شلال حلّي هادر (تحرير : صلاح اللبان) احتفالية تكريم الدكتور سعد
الحداد2011م ، معجم المحققين العراقيين
(الفتلاوي) ص 65 ، تكملة شعراء الحلة أو البابليات 2/78 ، شعراء الحلة السيفية ص
250 ، الحسين في الشعر الحلي ص607، مؤلفات الحليين المطبوعة ص54-56. شعراء بابل في
نصف قرن ص 41، حلة بابل او بغداد الصغرى 2/ 15- 16 ، موسوعة قسطاس الموازين 3/145،
معجم المحققين في الحلة ص 72-73 ، الانسكلوبيديا العلوية 3 / 363 وغيرها .
الحوار
س1-د.سعد الحداد
..كيف تقدم لنا
نفسك ؟؟
ج1/
سعد الحداد هو باحث ومحقق في التراث ، وربما قرض الشعر ومارس الصحافة (الثقافية) ،
لكنه يبقى معلماً ، قريباً من الحرف والدرس والكتاب لما فيها من وجوه متعددة
وأفكار ملونة وحياة متجددة .
س2-لقبت
من طرف المثقفين
والأدباء في العراق
الشلال المتدفق ..حدثنا
عن هذه التسمية
أكثر؟
ج2/ صفة محببة وجميلة ومحفزة أعتزّ بها
، أطلقها أحد الشعراء البابليين على العبد الفقير
وهو يواصل حراكه المنوع ، ومايتمتع به بفضل الله من كثرة الإنتاج المطبوع و تعدد نشاطاته ومساهماته
البحثية والتراثية على أكثر من صعيد ثقافي .
س3 -مما يخاف د.سعد
الحداد أثناء وبعد إنتاج النص
الأدبي .؟؟
ج3/ أخاف من النص نفسه حين يعاكسني وهو
يحتفي بأمواجه العاتية ، أو يشاكسني وهو
مرهق كذبول الورد . فاستلال الحرف لبناء النص في حالة الوعي اشد إيلاما وأكثر
نزفاً .
س4 -تنوعت مؤلفاتك بين
الشعر والفكر والسيرة الذاتية
لأدباء وشخصيات مهمة
حدثنا عن أهم مؤلفاتك
والأفكار التي تستهدفها
كمفكر وشاعر ..؟؟
ج4/ لست مفكّراً إنَّما رجل سلك طريق
الأدب حرفة واتخذ من التحقيق منهجاً وهو بين هذا وذاك يتنفس نسائم الشعر ويدبّج
المقال لتكون محطات استراحة يتوه في جنائنها سائحاً زاده الحرف الجميل والبلاغة
الساحرة
س5-انطلاقا من عملك كصحفي
...هل أنت من اختار هذا
المجال الشاسع والممتد إلى كل
المجالات ..أم هو من اختارك ؟
ج4-الصحافة عالم لذيذ وماتع ، وولوجي له
لم يأت من فراغ ، للطفولة أثر في بناء التوجه ، أيام كنا نعدّ مجلة صغيرة بأقلام (
الماجك) ونلصق الصور بـ(الصمغ) ونتداولها بين الأصدقاء للقراءة ، وكنا نتفوق في
كتابة وتصميم نشرات مدرسية تبهرنا قبل غيرنا فأسماؤنا تتردد على شفاه أترابنا من
التلامذة ، تلك فطرة تحولت الى ولع ورغبة
وحب ، غير أنّي لم أتخذها مهنة بل تبقى هواية أمارسها يومياً .
س6- نبقى في المجال
الصحفي وخصوصا في الجانب
المتصل بالتراث الثقافي ، هنا
تبرز علاقة الإعلام
بالثقافة و التراث ودورها المتبادل
..حدثنا عن مدى
هذه العلاقة ومدى التأثير
والتأثر بينهما ...؟؟
-الإعلام جزء من الثقافة ، والإعلام
الثقافي منتج خطير لو أحسن استخدامه في وسائل الإعلام فهو بوابة للحراك المعرفي
ومواجهة بين المنتج والمتلقي في قضايا متعددة
يودّ المتلقي الوصول إلى مبتغاه
(فضولاً أو اطمئناناً) عما يدور في خلد المنتج . لذا فالإعلام الثقافي يجب أن يكون
حركيّاً وفعالاً في معاييره العامة يأخذ بزمام أمور الأمة نحو بيان الحقائق وطرح
الإشكالات وإيجاد سبل وحلول من أجل النهوض بالواقع المرير بعيداً عن المسميات
الأخرى التي تفتقر إلى الإنسانية والجمال .
وللأسف الشديد أن الإعلام الثقافي اليوم
محصور في نطاق ضيق تلجه النخبة ولا تستسيغه العامة مما يعني أنه في يمر في دور
سبات جماهيري بفضل تعدد وسائل الاتصال وقنواتها التي تسيّدت على عقلية المتلقي
العربي . وما يحدث من نشاط ثقافي على المستوى العربي لم يصل الى مستوى الطموح
القادر على التفاعل مع الأحداث والأزمات التي أنهكت الأمة بمقدراتها البشرية
والمادية . والسبب الأهم في رأيي أن الأفواه مكممة والأقلام خاملة في كثير من
الدول العربية بل أن كثير منها قد أصبحت ببغاوات لايهمّها غير تحقيق أهدافها وترك
المصلحة العليا الأمة .
س7-ما الذي أضافه عملك
كصحفي لإبداعك كمحقق وشاعر ..؟؟
العمل الصحفي أمارسه كهاوٍ ، لكنه أضاف
لي الكثير وأغناني بتجارب شتى وأنماط من العلاقات الثقافية والإنسانية ، وعلّمني
أن اكون حريصا ومهتماً بنتاج المبدعين دون النظر إلى الأسماء
س8-ما النصيحة التي تقدمها
لمن يعشق مهنة
الصحافة أو اختارها مهنة في حياته
..؟؟
أتمنى أن يكون الصحفي والإعلامي
أميناً في تعامله الحرفي لايميل بهواه
لجادة الباطل فيكون مرتزقاً شاء أم أبى . فضلا عن أن يطور أدواته وأسلوبه باستمرار
لا أن يركن الى نمط واحد بل عليه أن يتغلغل في كل مناحي الحياة ففيها تصقل الموهبة
وتنمو الثقافة وتكتمل الشخصية .
9-ما رأيك
في ما يسمى بقصيدة النثر
أو الشعر النثري ، وهل
يعدّ هذا النوع
من الشعر تأثراً بالشعر والفكر الغربي أو هو محاولة لتخليص الشعر من كل القيود وتحريره وبالتالي
تحرير الفكر وإثراء الساحة الشعرية ؟؟
أولا أسجل اعتراضي الشخصي على تسمية
النثر بالقصيدة لان للقصيدة تعريف يخرجها من خانة النثر الى خانة الشعر . سمّها (
نصاً ) أو ماشئت من المسميات لأجل المحافظة على روحية التراث العربي الذي حدد
الأدب بنوعين (شعر ) و(نثر) ، لكل منهما خصائصه وسماته وإلا لضمَّ الأولون الصنفين
تحت مسمّىً واحد دون الحاجة الى التفريق لولا أنهم وجدوا المغايرة والاختلاف بين
الاثنين .
أما التأثر فهذا شيء طبيعي في تلاقح
الأفكار والحضارات والمعارف الإنسانية ولا ضير في ذلك . لكننا نمتلك في تراثنا ما
يشجع للامساك به دون الحاجة إلى استهلاك أعمى . نحن أمة مجرِّبة ولها من خصائص
التلاقح ما يحسب لها في إثراء الإبداع ، أَوَ لسنا مَن تجاوز على موروث العمود الى
التفعيلة فحطَّم ثوابت شكلية دون المساس بروحية الأصل ودون التنصل من التسمية
. أما الفكر العربي فهو فكر يعيش السبات الأزلي إلا في حقب مختلفة
ينتعش وسرعان مايخبو بفضل القمع السلطوي في كل ارض العرب ، وليس تهشيم الثابت
الإبداعي وهدم قواعده هو تحرر فمن غير المعقول القبول بفكرة التحول إلى كتابة
النثر باعتباره تحررا للفكر وإثراء الساحة الشعرية . أننا مازلنا عاجزين أمام
استيعاب التراث ( الشعري تحديداَ) وفك بلاغته حسب عصره ففيه ما يغني عن الإثراء
لثرائه الكبير ، لم نفرك صدأ ما علِقَ به
لنصل إلى روحية الشاعر الذي أنتج وأبدع حسب معطيات عصره .
س10-ماذا تقول عن هذه
الأجناس الأدبية ..الخاطرة ..القصة
القصيرة ..الرواية
وهل القصة القصيرة تعتبر مرحلة
أولى للكاتب يتركها
ساعة نضوجه وكتابته لأول رواية
... أو أن كتابة القصة
القصيرة جنس أدبي قائم
بذاته ويتطلب مهارة وعمق
في الكتابة
الرواية جنس ليس بعربي لكن استثمار
العرب له والابداع فيه لم يأتِ من فراغ ، ففي تراثنا الكبير (الحكاية والمقامة)
وهما فنانِ يعتمدان السرد ، فضلاً عما يكتنز التراث من الأخبار لأيام العرب
وغزواتهم وفتوحاتهم ولهوهم ويومياتهم ومن السير والتراجم والبطولات والأحداث
الأخرى التي ملأت مجلدات كبيرة ، وهذا يوفر مساحة مهمة في الغور في مجاراة الآخرين
من الشعوب الأخرى والاطلاع على أدواتهم وأساليبهم التي تمكن من سبر أغوارها
والاستفادة من الجديد الإبداعي وتطويعه وفق معطيات البيئة العربية والمجتمع
العربي.
س11-كيف تصف المشهد
الثقافي في العراق خصوصا
بعد كل مراحل الحروب والتوتر والخلافات التي مر
بها ومازال يمر بها ..؟
المشهد الثقافي العراقي مشهدُ خِصبٌ ، يتفاعل مع كل جديد ، ويبدع في أوج
أزماته ، وبورّد نتاجه لفضاءات عربية وعالمية تحصد جوائز قيمة على مدار السنة في
الشعر والقصة والرواية والمسرح والفن بأنواعه وتحقيق المخطوط من التراث العربي
والإسلامي .
الفضاء الثقافي العراقي فضاء معرفي اعتاد على
هضم مايفد إليه من صلاح أو فساد لأنه عبر أزمنته المتعاقبة أصبح قادراً على فك
رموز الوافد إليه من رسائل مختلفة يستطيع بيسر ان يعرف نواياها ومن خلفها من
منتجين ومرسلين . وما الحروب المستمرة على العراق
منذ ثلاثة عقود أو تزيد الا رسائل فساد تُبعثُ إلى أهله لتؤجج الفتن
والاضغان بوسائل رخيصة ودنيئة ولما لم تنفع تلك الرسائل من ضمان مردوداتها تحولت
الى رسائل دم يسال لا يفرق بين هذا وذاك من شعب يعرف كيف يحول الاطلاقة الى وردة
للسلام . من هذا الركام الذي مازال أعداء العراق والإنسانية يبعث المثقف والمبدع
العراقي نتاجاته التي تحمل همّاً انسانيّاً راقياً يقدمه باقة أبداع من حب ووئام
ومسرات للعالم أجمع دون النظر الى عرق او لون او دين .
12-من خلال
تأسيسك لعدة جمعيات
ومساهماتك في العمل مع
منظمات المجتمع المدني
-ما هو الدور الأساسي التي تلعبه
مثل تلك المنظمات في المجتمع وفي
المجال الثقافي بصفة خاصة .
-هل نستطيع أن
نقول أن الجمعيات ومنظمات
المجتمع المدني لها
دور ريادي في الوطن
العربي على غرار مثيلتها في الغرب ..؟؟
ج12/ من المفترض أن تلعب منظمات المجتمع
المدني دوراً ايجابياً في المجتمع وإلا فهي عقبة من عقبات الإعاقة التنموية .
وترسم خريطة المشهد الثقافي العربي بروز المئات من المنظمات والجمعيات التي تتسارع
في إعلان تشكيلها ثم سرعان ماتخبو ويأفل حراكها وذاك ناتج عن عدة أسباب تقف
المادية في أولى اندثار وغلق تلك المنظمات والجمعيات بعد مدة يسيرة من ظهورها .
ولو قيّض لكثير منها من خلال الدعم لكان لها شأن يُذكر .
اليوم لابد ان تعتمد الثقافة على دعم حكومي ولو محدود لتواصل
عطائها المعرفي ونشره بوجوه متعددة كنشر المؤلفات والمطبوعات وإقامة المهرجانات
والندوات والفعاليات الأخرى فضلاً عن التواصل الاقليمي والدولي لما له من أهمية
كبيرة في تعزيز عرى التلاقح المعرفي بين
الشعوب . وليس من اليسير الاعتماد على مقدرات ذاتية لأنها غير قادرة على الاستمرار
في تحقيق مشاريعها . لأننا مازلنا لم نؤسس مثل تلك المؤسسات (الخاصة) الموجودة في
بلدان متقدمة التي لها استثماراتها الخاصة بها ، التي بموجبها تحقق موارد دخل
تساعد في تحقيق أهدافها الثقافية .. بل حتى تلك المؤسسات في أنظمتها الداخلية ما يسمح
لها بالاعتماد على الدعم والمساعدات و الهبات التي تمكنها من النهوض لخلق ثقافة
رصينة داخل المجتمع شريطة أن لا تكون بوقاً من أبواق الأنظمة الحاكمة .
أرى أننا بحاجة ماسة إلى تكثيف الجهود
في خلق( ثقافة ذات) أولاً ، ثم ننطلق الى
المجتمع وأن نعمل بجد للحفاظ على الهوية الوطنية التي أخذت ملامحها تتلاشى عند
الأجيال المعاصرة . خاصة في مثل ظروفنا العربية والإقليمية وما نتعرض له من إرهاب
متعدد الأشكال والأساليب ومنه الإرهاب الثقافي المتطرف الذي يدب في جسد الأمة لمسخ
قيمها الإنسانية و سلخ تراثها وتفتيته وتحويل الأنظار إلى ثقافات وافدة أو ثقافات
مترسبة أكل الدهر عليها وشرب .
.....................................................................................
0 التعليقات:
إرسال تعليق