المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

الجمعة، 26 أكتوبر 2018

أوراد الصبح المفقود/الشاعر فارس بن جدو / الجزائر


أوراد الصبح المفقود

ليس الغنيُّ بمالِه ِ و بِحــالِهِ
فالمالُ لا يشري الخلـودَ لآلِهِ

و الروح تعتزم الرحيل َفما لها
غيرُ المضيِّ على شفا آجالِهِ

من مات رهنَ قضائهِ فهو الفتى
ينأى و قدْ يهوي إلى تِسآلِهِ

و الحُرُّ مألــوفُ الهويَّةِ شأنُهُ
شأنُ الذي يختالُ في آمالِهِ

كمْ زائرٍ ألقى المتــاعَ فنالَـهُ
كِسفٌ من الدُّنيا على أحمالِهِ

هلَكَ المدينُ فمسَّهُ ظمأُ الدُّجى
و كذا المدانُ أصيبَ في أثقالِهِ

من رامَ أبوابَ الرَّجاءِ كأنَّما
وطأَ السُّراةُ على حِمى آزالِهِ

فلئنْ أرادَ النُّصحَ أوجسَ باكياً
و مضى يثير النقعَ في أغلالهِ

يا حبَّذا ريحُ الطفولةِ في الفضا
تجري و قدْ فكَّتْ عُرى أقفالِهِ

روحٌ هي الذِّكرى تعاتبُ موجَها
و كأنها سبقتْ إلى تِرحالِهِ

شدَّتْ إلى عبقِ الزمانِ مطيَّةً
و تناثرتْ دِيَماً تسحُّ بِبالِهِ

سئلَ القضاءُ عن القضا من منهما
أولــى بردِّ جوابهِ و مقالِهِ 

فأجابتْ الأيام : مهلاً يا فتى
إنَّ المسا قدْ شدَّ من أحبالِهِ

فارس بن جدو

0 التعليقات: