المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

الخميس، 18 مايو 2017

إنّي الغريقُ بقلم الشاعر* الحضري محمودي*


إنّي الغريقُ ومافي ألأفْقِ شُطْآنُ
 في الحبِّ، كالبحْرِ، لا تُبْـتاعُ أكْفانُ

حبٌّ بلا طرَفٍ ثَانٍ كمحْرقَةٍ
 سرّيّةٍ وبها يُجْتاحُ وِجْدَانُ

يهْوَى فيهْوِي أسيرا في سُرادِقِها
 يكوى بمفْرَدهِ ماثمَّ غفْرانُ

واليوْم باحَتْ فلا نار ستحْرقنِي
 فالحبّ مزْدوجٌ والبالُ نشْوانُ

باحتْ فبانَ لِمَنْ في اليمِّ شاطئُهُ
 يا شعْرُ عبّرْ وجُدْ قد حَلَّ تبْيانُ

خذْ من صبابتِيَ الألفاظَ منْتقِيًا
 فالنّبضُ في القلب للأشْعار ميزانُ

خذْ من رحيق الهوى ماظلّ مكتَـتَمًا
 هل ينْفعُ الصَّبَّ دون البوْح كتْمانُ؟

صُغْ منْ خمُوركَ بوْحَ الصبِّ منْسكِبا
 واسْقِ الفؤادَ ألاَ يُشْجيك ظمآنُ؟

قلْ للتي فتَـنَتْني الرّوحُ تعْشقُها
 عشْقَ الخريرِ لمن في القيْظِ عطْشانُ

بُحْ لا تلُمْ قدَرًا عنْها يباعدُني
 كمْ حالَ دون الهوى بُعْدٌ و أوْطانُ

قل أنّها الوَطَنُ الـ مازلتُ أنْشُدُهُ
 مادمتُ مغْتربا فالشّوْقُ نيرانُ

في القلب كمْ حُرَق تزْداد مُعْترَكًا
 تغلي كما حمَمٍ والصّدرُ برْكانُ

شوْقي لفاتنَتي لاينطفي أبدا
 إلاّ إذا احْتَوَتِ الأحْضانَ أحْضانُ

قلْ أنّها الوزْنُ كمْ يحلو لقافيَتي
 رقْصٌ عليه ولِلألْفاظ ألْحانُ

تأبَى المعاني عناقًا دون فاتِنَتي
 كالطّير إن لم تكنْ للشّدو أغْصانُ

عيْناك فاتنَتي إلْهامُ قافيَتي
 ألْقَى بها ألَقِي، عيناك عنوانُ

أدمنْتها في بعادٍ كيْف لوْ حضرَتْ
 والحبّ معْتنَق و السِّرُّ إدْمانُ

تجْتثّني ذكْرياتي من لظى حُرَقي
 أصْحُو فيَجْلو منَ الإحْساسِ نعْسانُ

تجْتاحُني اللحظاتُ ال لسْتُ أعْرفُها
 أحْيَا وأشْعرُ أنّي الآن إنْسانُ

ياشعْرُ عبّرْ وزدْ للوصل أغْنيةً
 واجمعْ شتاتَ الهوى إذْ هاج تحْنانُ

يبْقى الوصالُ لدَى المشْتاقِ أمْنيةً
 تحْقيقُها هدَفٌ واللهِ فتّانُ

يهْفُو لهُ النّبْضُ والإعْياءُ أخْنسه
 حتّى يُفيقَ بُعَيْدَ اليأْسِ شرْيانُ

مذْ بُحْتِ يا ألَقي والشّعرُ مخْتمرٌ
 لمّا تراءتْ له في الحبّ أدْنانُ

يزْهُو ويرْكضُ في الإحْساسِ منْتشِيًا
 لم يكْفِهِ مثْلَ خيْرِ الخيْلِ ميْدانُ

كالنّبْض منْتعِشا من بعد نكْستهِ
 يغْزو الكيانَ كأنْ قد حلّ طوفانُ

ياشعْرُ قلْ باخْتصارِ البوْح أبْلَغَهُ
 أهْواكِ حقًّا كما قد حقَّ إيمانُ
الحضري محمودي2017 /5/17

0 التعليقات: