المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

الاثنين، 11 ديسمبر 2017

ذاكرة الهوى بقلم ميرفت أبو حمزة / سوريا


ذاكرة الهوى
....................
.............
لو كنت طائرا
تسبح في مداراتي
لما سمحت لصياد واحد
أن يتجول في رباي
ولا سمحت لحطاب
أن يقلم غصون تعلقي فيك،
لأضرمت الورد في غاباتي
وبحت بك عبقا أزليا
في أروقة بوحي،
لو كانت زقزقة صوتك
تطرق مسامع ضجري
لأخرست كل الموسيقا
التي لا ترافق أنغامك
لجعلتك نوتتي الخالدة
المتموسقة على نبضك
من أول عاصفة
حتى انتهاء القصيدة
...................................
لو كان لكهف صدري
نافذة واحدة،
لفتحتها على الصدف
التي قد تحمل جناحيك إليّ
وتدغدغ قلب اشتياقي
بمنقار غزلك المخملي،
لكنت زينت لك دروب حقلي
وأينعت كل ثمار عشقي
لتقطف منها
وتعبئ سلال ضياعك فتهتدي،
لأذبت تعويذة عطري
في جوف نبعي وجلبتك عطشانا
فتثمل دون أن ترتوي
علي أخاطب اللا وعي فيك
وأبوح لك بأنني صاحبة كل الرسائل
التي كنت تبحث عنها.... وأنا أمامك
.........................
ماذنبي لأتقمص جنية
مرصودة على شكل ريش
أباح برزخه لرياح الخيبة
وحط في أحضان موقد سواك
فاحترق،
لست موتا ولست حياة
لأخوض تجربتي بين البينين،
يفصلني عنك شطر خفي
ولقطة عصماء مهزوزة
لا تفسر ملامحنا
ولا تسقط من جدران ضميري،
كيف أشد أوتار كماني ؟!
لأدندن على أصدائك
وألتحق بركب أغنيات صمتك،
كيف أحلق من جديد ؟!
وجناحيّ قطفتهم الريح
في اللا جهات وضاعا مني،
أهدهد حلمهما حتى تهجع،
فتفرفر أمامي نازفة تحتضر،
فما حاجتي لأعشاش الهوى
إن لم نكن طيرين،
حلمهم سرب يملأ أفنان الضجر
في بساتين خريفها
ينبئ ببراعم وجودنا،
.........................
لماذا في بلادي
لا يكون الحب سلاما وعناق لقاء ؟؟!!!
لماذا لا يكون سوى حقيبة
دائمة الترحال لا يفرغ متاعها
إلا ليقطع تذكرة ويغادر !!! ؟؟
أفلا تأتي إلا لتغرس طعنة
في صدر النسيان
فيموت وتبقى ممتدا
في هواجسي وأمنياتي
لماذا لا تأتي! ؟
إلا عندما يضفرني الصبر
بقطيع غيم كئيب ،
يبكي على أرضي اليابسة..
إلا ليرثيني عشب انتظاري
ولا يكون للقاءنا معنى،
فتسقط كفوفنا
وتنزف أصابعها وهي تلوح
على عتبات الوداع
ميرفت أبو حمزة 

0 التعليقات: