المسؤولة عن المجلة سلمى إبراهيم

الأربعاء، 30 مايو 2018

حكايا باريسية/ بقلم الشاعرة ميرفت أبوحمزة/سوريا


حكايا باريسية
..................................
عندما تداهمك رياح الحنين
يشرق الحبر من بين أصباع الرغبة
تتلوى كأفنان طرية
أمام ريح جامحة
تحضن أشواك الصبار
برفق.. برفق
تتألم وحدك والهواء خبيث
يحمل عطر الورد
ولا يأتي بعبير تلك الفارهة
هكذا مثل حلم سرق نصف الليل
دون حضن واحد يكمل الحكايا الباريسية
ترمق وسادة خالية
إلا من دموعك اللائمة
وأنت تعود للحظة هربت منك
تتحول لدخان مذعون
في ليلة عاصفة
تتلبد بغيوم حسرة
رضاب السماء الفاغرة
فاه التمني
تقطر بردا...
دون قطرة واحدة
أو حتى ومضة برق
تعيد إليك الصواب
وتعود...
لتعتكف مع أوراقك الصفراء
وتضحك طويلا
بعيون باهتة ثم تبكي
ترنو طويلا
إلى شرفة يطل منها الضوء
تتضور شوقا لرعشة الستائر
دون أن تشرق كفوف القصيدة
لتحملك حيث تشتعل مواقد لغة..
تشبه أنفاسها حين كانت تغني
حتى ينام على صدرك البيلسان

الجمعة، 11 مايو 2018

تواشيح الرماد / بقلم الشاعر فارس بن جدو / الجزائر

L’image contient peut-être : 1 personne, assis, arbre et plein air


تواشيح الرماد....

تدانى الهوى و الذكرياتُ تعاتِبُهْ
ككلِّ مساءٍ لا تغيبُ كواكبُهْ

غدا مشرقيَّ الروحِ غازلَهُ النوى
و أنفاسُهُ فوق السحابِ تغالبُهْ

يمرُّ غضيضَ الطرفِ إذْ جانب السهى
فتجثو على صوتِ الأنينِ ذوائِبُهْ

مضى يسترقُّ الذكريات لعلَّه
يداوي عليلا أهلكتْهُ متاعبُهْ

إذا أدركَ الإنسانُ مقدارَ همِّه
توارى عن الأنظارِ و اهتزَّ جانبُهْ

أيا لائمي لا لستُ أذكرُ ما بدا
و ما عادَ لي شوقٌ لمن ذا أصاحبُهْ

أراني و قد بالغت في النأي كلما
نأيتُ رمتني في البحار غواربُهْ

أقلب كفِّي في دياجير قصتي
و أنشر منها ما تطيبُ سواكبُهْ

فلما بكاني الليل و الليل هزني
تهاوت على ساح القلوب نوادبُهْ

كأن تواشيح الرمادِ تلفُّني
و بالقلبِ أسيافُ الوشاة تحاربُهْ

مررتُ على قبرِ الفؤادِ مناجياً
دموعَ إياسٍ لم تجفَّ مشارِبُهْ

فقلتُ سلامُ الله من قلب عاشقٍ
على جسدٍ بين القبورِ يخاطبُهْ

و تباً لدهرٍ فيه و الله شاهدٌ
تغيِّر أحوالَ العباد مراتبهْ
( الطويل)
فارس بن جدو  

أجِنّةُ الرماد/ الشاعر عدنان بصل / سوريا


...أجِنّةُ الرماد ...
طاغٍ على وجهك
هذا الموج يابحرُ
لصواري الليل أنين 
ينوء بثقل شراع
التف على ساق واهنة
أصابع الزبد لاتقوى
على فك حبال الأسر
وصهيل مائك لايغوي
انزلاق زورق العمر
حتى النوارس هجرت
وصقيع الشمال
يعزف لحن يبابٍ
متخم بمراسم الدفن
فابتعد عن أرصفتي
ولاتعلو بأظافر ملحك
لتخدش وجه الصخر
ذاكرة المنافي مثقلة
يؤرقها شحوب صباح
فقد يد البحّار
وانسال الدمع
على وجنته المتعبة
يزيد اتقاد الملح
في بريق الرمال
 الشاعر عدنان بصل 
1/5/2018

مختارات الكتبي ... ذائقة وجمال







مختارات الكتبي ... ذائقة وجمال

* الدكتور سعد الحداد*

المختارات الأدبية .. تعني الذائقة .. وتعني الاعجاب وإثارة الاهتمام .. وما عملية الانتقاء أو الاختيار لما  في بطون الكتب أو الدواوين الشعرية أو تدوين عن سماع مباشر أو نقل عن أفراد إلا دليل  أهمية في التلذذ والميل نحو الجمال ونقله للآخرين من أجل الانتفاع به والاستئناس بمادته , وربما العمل بمافي بعضه من حِكَمٍ ومواعظ أو الاستفادة من تجارب من تقدم من بني البشر وخصوصا المبدعين ومنهم الشعراء , وهو في نهاية المطاف متعة للعقل ونفحات للروح وثراء للفكر .
وقيل قديماً : (اختيار الرجل قطعة من عقله , تدلُّ على تخلّفه أو فضله).
وقد  حفل الادب العربي بالكثير من هذا الصنف من التأليف في أبواب مختلفة من المعارف , بكن للشعر حصة كبرى في مجال التأليف والتصنيف , وأقدم المصنفات المختارة في هذا الباب ماصنَّفه المفضّل الضبّي الكوفي ( ت168ه) في كتابه ( المفضليات )  ثم أعقبه أبو سعيدعبدالملكبنقُرَيْبالأصمعي(ت216ه) بكتابه ( الأصمعيات) ،والكتابانيضمانمختاراتمنالشعرالجاهليوالمخضرموالإسلامي. ثم توالت المصنفات عبر القرون المتلاحقة باختلاف المعارف وتعدد المنهجيات والرؤى المتبعة في التأليف .
ويطلُّ علينا هذا العام (2018م) كتاب جميل يدخل ضمن خانة التصنيف في كتب الاختيارات الأدبية لمؤلفه المرحوم الحاج محمد حسن الشيخ علي الكتبي (ت 1978م) , كان قد انتهى من تأليفه قبل وفاته بثلاث سنوات .وأسماه ( مختارات الكتبي) وأضاف له عنواناً توضيحياً هو( من الأدب العربي قديماً وحديثاً وشيء من التاريخ ) , ونهد بتحقيقه المحقق الاستاذ صادق الحاج بداي , فجاء الكتاب الذي احتجن (586) صفحة من القطع الوزيريوالصادر عن دار المجتبى للمطبوعات في ايران غنياًبمادته التي اشتمل الكتاب عليها فجاءت مختاراته شاملة لمختلف شعراء العصور الأدبية ومن جايلهم من شعراء العراق وبعض البلدان العربية الاخرى , حتى بلغ مجموع من انتقى لهم من الشعراء (250)شاعراً , ولايعني أنه اختار لكل شاعر منهم قصيدة واحدة أو أبيات معدودة  , ربما وقع الاختيار على مجموعة من أبيات متفرقة , استساغتها روحية الحاج الكتبي وأعجب بمضامينها فدونها , وفي أغلب الاحيان لاتتجاوز البيتين أو الثلاث من الأبيات السائرة أو المقطعات النادرة .ومن جميل عمله أنه ترجم بإيجاز شديد لأغلب الشعراء وذكر أهم ما دونه المؤلفون عنهم من أحداث  ومواقف لافتة للنظر , وترك من لم تسعفه المصادر بالحصول على ترجمة له فاكتفى بإيراد الاسم فقط , بل أن بعض النصوص المنتقاة من الكشهور وغيره لم تحمل اسم شاعر بعينه , فكانت مهمة المحقق جليلة في التخريج للنصوص والتعريف بقائليها والتوثيق للمراجع والمصادر التي ذكرتها , فضلا عن ايراد المؤلف لبعض القصص التي ازدانت بعبرها التاريخية والأدبية, والحافلة بالطرافة والجد , ولم يقف المؤلف ( رحمه الله ) عند هذا اللون من الاختيار بل ضمّ اليه فصلاً عن أبرز شعراء العصور (الجاهلي وصدر الاسلام والأموي والعباسي والأندلسي والعصور المتأخرة التي أسماها ( الفترة المظلمة ) وان كنت أختلف معه في التسمية , وبعض الشعراء في العصر الحديث ) مُلحِقاً إياها بمسرد تاريخيّ – سيريّ  عن حُكّام بني أميّة وبني العباس جميعهم .
لابد من القول أن المرحوم الكتبي قد قدَّم جهداً كبيراًنافعاً ماتعاً وهو ينقِّبُ في عشرات المخطوطات والمطبوعات من كتب ومجلات صدرت في شتى بقاع المعمورة , ليقدم زاده المعرفي المنتقى على طبق من ذهب لقرائه الكرام  , فكان كتابه تحفة مهمة زيّنت رفوف المكتبة العربية تنمُّ عن عمق ثرائه المعرفي وغزارة عطائه الأدبي وكثرة اطلاعه وقراءاته , وكان الرجل (رحمه الله) قد خلّف لنا عدَّة كتبمهمة منها ( من حكم وأحكام أهل البيت (عليهم السلام)) طبع سنة 1968م وكتاب ( الشيب والشباب في الأدب العربي) ثلاثة أجزاء , طبع الجزء الاول منه سنة 1968م وكتاب (ديوان الغصن الرطيب من شعر السيد الخطيب) الذي صدر بتحقيقنا سنة 2017م وله آثار مخطوطة أخرى .



السَّهْم عَلى وَشَك أَنْ يَصِلَ/الشاعرة هدى القاتي/تونس




السَّهْم عَلى وَشَك أَنْ يَصِلَ

و أَنَا وَحْدِي وَاقِفة
أَنْزَعُ منْ تُفَّاح الحُبّ الدُّود
مِثْلُ القِطَّة أَرْكُض في أَرْجَاء الحُزْن
ثُمَّ أَعُود
و الجُرْح خَيْطٌ يَتَدَلّى .....
إنْ أَمْسَكْتُ بِه ...هَلْ يَنْقَطعُ الأَلَم ؟؟؟
أَيُصِيبُ السَّهْمُ يَدي !!!
يَدِي الـ "كَانَتْ" تَبْحَثُ عَنْكَ في فَكّ الأَيَّام 
و الحُبُّ في فَمِك قَضْمَة تُفَاحٍ لاَ تُؤْكَل 
والزَّمَن المُهْتَرِئُ لِسَانٌ ظَامِئ
يَبْتَلِع وَجَعَ الفَهْمِ
والأَسْنَان حيرَة 
و سُوسُ الأَسْئِلَةِ قُيُود
وَحْدي وَاقِفَة ........أَحْتَرِق 
أَشُمُّ دُخَان الخَوْف المُتَطَاير فِي رُعْب
مِنْ قَلْبي المُشْتَعل وَ ثِقَاب الوَقْت المَيِّت و المُتَبَقّي 
اذْ يَدْنو اليَأْس مِن صَرَخَات العُود 
وَحْدِي يا اللَّه !!!!!!
أَقِيس عَطَشِي
و المَاءُ عَلَى مَقْرُبَة .....
و سَرَاب الأَحْلام أمَامِي 
أبْحَث عَنْ كَفّي ....عن يَدِكَ الباَرِدَة 
هَلْ أَنْطَفيء دُون المَاء ؟؟
هَلْ تِلْكَ يَدِي ؟
بَعْدِي واقِفَةٌ أَنْتَظِرُ السَّهْم .... 
التفّاَحُ يَتَفَتَّت .....الدُّود يَتكَاثر 
الحُبُّ يَتآكَل ...... و لَا أثَرَ لِكِلَيْنَا
كَيْفَ نَأْمَل أَنْ يَسْكُنَ ثَانِيَة آدم جَنَّتَه حَوَّاء ؟؟؟؟

بقلم _الشاعرة هدى  القاتي _ 11/5/2018

الخميس، 3 مايو 2018

أنا.... وهند رُستُم..!/ الشاعرة ميساء زيدان/سوريا

L’image contient peut-être : ‎‎‎ميساء زيدان‎‎, sourit, gros plan‎
أنا.... وهند رُستُم..!
ميساء زيدان
عندَ بابِ الحديدِ التقينا
حوارٌ يؤرقُ مقلتينا
وإني وجدتُكِ عشقَ الجمالِ
وفيضِ الدلالِ
على مشرقينا
وطبعَ الأنوثةِ والطّيبةِ
وصوتَ العذوبةِ كالغنوةِ
على شفتينا..
لستُ كصورتِكِ المُشتهاةْ
لأنّي أنا الشامُ عزُ الأباةْ
لأني أنا.. التي تختلفْ
ولو أنني هاهنا أعترفْ
بأنّ الصحابَ، وبعضَ الرجالِ
وبعضَ النساءِ
يقولون:
فيكِ طراوةُ هندْ
ولفتةُ هندْ
ونظرةُ هندْ
شعرُكِ، وجهكِ، عينُكِ
كأنكِ: هندْ..
وفي صوري يستفيقُ الضياءْ
ويحيا البهاءْ
كشوقِ القمرْ
وعندي من الطيبِ طعمَ البراءةْ
وظلّ الطفولةِ.. وبرقَ السحرْ
وعندي من الشعرِ هذا الحياءْ
ونبعُ الوفاءْ
وطبعُ القدرْ
لكِ يا (هُنيدُ) الجمالَ العنيدْ
وفنّاً سيبقى جديداً تليدْ..
نباهي الزمانَ بفجرٍ وليدْ..
وإنّي بحرفي، وصوتي، وخوفي
سأبقى سماءَ المُنى والعفافْ
وأبقى نشيداً لكلِ الضفافْ
وألقاكِ طبعي وقيثارَ وصفِ
بصدقِ انتمينا
ونحنُ التقينا
لأني سأبقى بطبعِ الأنوثةْ
بكل البراءة
كصوتِ العذوبةْ
على شفتينا..
عندَ بابِ الحديدِ التقينا..
والتقينا..
والتقينا....!!
الشاعرة  ميساء  زيدان 

الأربعاء، 2 مايو 2018

كلمات على الغمر../الشاعرة أمينة غتامي/المغرب

L’image contient peut-être : 1 personne, sourit, gros plan


كلمات على الغمر..
........
هي سلطة الفوضى
على ركام الأسئلة..
قارورة أجوبة تسبح باتجاه الشط..
ولا تصل..
انتفخ قلب البحر..من زفير منارة
باردة
عارية..
أنا وضدي تحت ..
نودع شمس الكون.
....
من كثرة ما هزمني الملح
انتدبت من أضلاعي ..سكتين
عبَر القطارُ ولم يلتفت...
عيناه الحديدتان
تدهس النوارس والحقول..
يصرخ ظلي
في السماء..
....
على ذؤابات الموج
بقايا شِباكٍ
و دودةٌ عمياء
تأكل أذناب الحيتان
ريحٌ حافية تركض..
تفتح نوافذ اللاشيء
وتنام مُرهَقة..
........
تأخرتْ قواريرُ الأجوبة
أعرفُ انها ستظل مُشرَّدَةً
كنوتيِّ العدم..
.....
سأسحب وجعي وامضي
بلا كلمات..
هاأنذا أتمدد
فوق سكة الحديد
ليعانقني القطار..
كن ايها الزمن
"خرابا جميلا" لتحلق..
سأحلقُ بعدك..
فالمدى
نهايتي...
أمينة غتامي/المغرب